كنيسة بيت ايل المحلية - حيفا



" قِفوا واُنْظُروا خلاصَ الرّبِّ "


لقد شدّد الرّب قلب فرعون ( أكثر مما كان ) حتّى لا يتجاوب مع دعوة الله : " فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ٱبْنِي ٱلْبِكْرُ. فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ٱبْنِي لِيَعْبُدَنِي ..." (خر 4 :22 -23 ) . بعد أن هرب بنو إسرائيل من مصر بفضل ضربة الرّب الاخيرة : القضاء على كل بكر في مصرَ ( وموسى عرف عن ذلك وهو بعد في سيناء : " ...أَطْلِقِ ٱبْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ . هَا أَنَا أَقْتُلُ ٱبْنَكَ ٱلْبِكْرَ " . لقد قضى يهوذا الاسخريوطي أكثر من ثلاث سنوات بمعيّة الرّب يسوع , ونظر كل عجائبه , وحفظ عن ظهر قلب كل أقواله , بل وأكل من الخبز النّازل من فوق , الّذي أشبع جميع الحاضرين , ولكنّه أخيراً خاب من نعمة الله وسقط في فخ إبليس وسلّم إرادته لعدو النّفوس فشنق نفسه على شجرة . إنّ ثلاث سنين من العشرة المتواصلة مع ربّ المجد لم تُقنع هذا الانسان بحقيقة نفسه , ولم يتحرّر من محبّة المال التي هي أصل لكل الشّرور . هل يخطر على بال أيِّ منكم أن الرب يسوع لم يسلك في قداسة تامّة أمامه ؟ أو من يجرؤ الادّعاء أن الرب لم يكن له شهادة في تصرّفاته ؟ إنّي على يقين أن الرب حاول دون كلل أن يرجعه , بشتّى الوسائل , ولكن الشّيطان كان قد أعمى ذهنه كي لا ينير له المسيح ! لقد كان ذا ذهن مرفوض , متجاهل كل نداءات الله , وهكذا فرعون هنا ! وبصراحة , قد يكون مثل أولئك أيضاً بين المؤمنين ! سنين من " المواظبة " على " الاجتماع " و" الاجتماعيّات " , الاشتراك الفعّال بكل النّشاطات الكنسيّة , الاكثار من إستعمال " المفردات اللغويّة " من قاموس المتجدّدين ! ومن جهّة ثانية : حياة خاصّة مليئة بالفساد والخطيّة , الكبرياء والتعجرف , الغيرة والحسد , لهم صورة التّقوى ولكنّهم منكرين قوّتها ! ولا يكتفون بذلك , بل وبتجرّد تام من الحياء والخجل , يتّهمون الشيوخ وخدّام الرّب الّذين يتعبون ويسهرون من إجلهم وأجل أولادهم , بأنّهم هم السّبب للوضع المزري الموجودين به !! دعني أقولها لك صراحة : " أنت السّبب لهذا الوضع الروحي الموجود فيه , ولا تحاول أن تلقي باللائمة على غيرك !! , بل تب , وإلا فاعْلم أن مصيراً كمصير يهوذا ينتظرك وراء الباب !!
" فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: "مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا. وَارْفَعْ أَنْتَ عَصَاكَ وَمُدَّ يَدَكَ عَلَى ٱلْبَحْرِ وَشُقَّهُ فَيَدْخُلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ ٱلْبَحْرِ عَلَى ٱلْيَابِسَةِ. وَهَا أَنَا أُشَدِّدُ قُلُوبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ حَتَّى يَدْخُلُوا وَرَاءَهُمْ فَأَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَكُلِّ جَيْشِهِ بِمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ. فَيَعْرِفُ ٱلْمِصْرِيُّونَ أَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ حِينَ أَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ". " (خر14 :15 -20 ) .
لقد إنطبعت هذه الحادثة في وجدان شعب الله حتى يومنا هذا ( بعد مرور أكثر من 3200 سنة !!) ولا يوجد هناك أي حادثة ( غير الصّلب ) تضاهيها في الاهميّة والنّتائج المباركة الّتي حصدها الانسانَ من جرّائها !!
لقد كان الشّعب محصور بين فكّي إبليس : من الامام كان البحر العظيم , بكلّ لججه الطّامية , وأعماقه الرّهيبة وحيواناته المخيفة !! ومن الخلف : فرعون العنيد , مع كل جيشه ومركباته وفرسانه , الجبّار , والّذي لم يعمل ليهوة حساباً , المستمر في عناده وتعنّته !! وأمّا شعب الله المسكين فكان في الوسط محصوراً ومحاصراً لا قوّة عنده على مقاومة أو محاربة أيّاً من العدوّين ! خارت قواهم , سقطوا على وجوههم من الخوف المريب ! فكان تشجيع موسى لهم : " ..لاَ تَخَافُوا . قِفُوا وَٱنْظُرُوا خَلاَصَ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ . فَإِنَّهُ كَمَا رَأَيْتُمُ ٱلْمِصْرِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لاَ تَعُودُونَ تَرُونَهُمْ أَيْضاً إِلَى ٱلأَبَدِ " (خر14 :13 ) .
إنّ الرب يسوع المسيح يعرف حالتك البائسة , ومكشوف لناظريه اليأس القاتل الّذي تتخبّط به , والخطيّة التي تحاصرك من كل جانب : من الامام ومن الخلف ! عالم هو أنّ لا حول لك ولا قوّة , ولكن إسمع دعوته لك : " قف وانظر خلاص الرّب الّذي صنعه لك اليوم ! " هذا هو المطلوب منك اليوم أن تصنعه : تقف وتنظر فقط !! تنظر الى خلاص الله ! لست مطالباً بعمل أي شيء ! " فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلى ٱلرَّايَةِ فَكَانَ مَتَى لدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَاناً وَنَظَرَ إِلى حَيَّةِ ٱلنُّحَاسِ يَحْيَا " (عد21 :9 ) . فتعال يا أخي وأختي الى المسيح أُنظر إليه فتستريح !! فتعال اليه بكلّ ذلّك وعارك , وبكلّ نجاساتك وأقذارك , أنظر اليه فتبرأ بالحال , تنال الحياة والفرح , الطمأنينة والامان !!
" فَانْتَقَلَ مَلاَكُ ٱللهِ ٱلسَّائِرُ أَمَامَ عَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ وَسَارَ وَرَاءَهُمْ وَٱنْتَقَلَ عَمُودُ ٱلسَّحَابِ مِنْ أَمَامِهِمْ وَوَقَفَ وَرَاءَهُمْ. فَدَخَلَ بَيْنَ عَسْكَرِ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَعَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ وَصَارَ ٱلسَّحَابُ وَٱلظَّلاَمُ وَأَضَاءَ ٱللَّيْلَ. فَلَمْ يَقْتَرِبْ هَذَا إِلَى ذَاكَ كُلَّ ٱللَّيْلِ "
رغم أن الشّعب لم يعبر بعد البحر , ولكن بالنّسبة الى يهوة هذا شعبه , ومن واجبه حمايته من غوائل الزّمن : فجعل الله ملاكه وسحابته بين شعبه وأعدائهم , فمنع الله أي إمكانيّة لتقدّم العدو لأذيّة شعبه ! لا تخف ! أنت قد إختارك الله لتكون من شعبه , وإن راجعت حياتك الماضية , فلا بد وستذكر كم من مرّة قد أنقذك الرّب من موت محتّم , أو من مصيبة أكيدة , فاشكر الان الله أنّه جعل ملاكه بينك وبين عدو النّفوس فلم يقرب اليك , بل وضع له حدّاً !!
" فَخَلَّصَ ٱلرَّبُّ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ ٱلْمِصْرِيِّينَ " (خر14 :30 ) .
" لأَنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ».
هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ "
هل بعد كل هذا هناك وقت لكي تؤجّل موضوع خطير كهذا ؟!
لا تقامِر على حياتك الابديّة ! ولا تؤجّل قرارك حتّى الغد , لانّه ربّما لن يكون هناك " غداً " !
الرب يسوع يمدُّ لك يده المثقوبة فلا تردّه خائباً ! هو يحبّك ويريد لك الحياة , بل بالحري يريد لك الافضل لماذا تُكابر , وتختلق الاعذار , وتتردّد , وتتعثّر وتخاف !! الله يحبّك , يسوع يحبّك , نحن نحبّك !!!
سلّم نفسك له الآن ! إرمِ نفسك بين أحضانه !