كنيسة بيت ايل المحلية - حيفا



الإبن والآب

ظهر التعبير " أبي" في إنجيل يوحنا عدة مرات وفي سياقات مختلفة توضح أن إدراج الضمير –ي يؤكد علاقة المسيح الفريدة مع الله الآب . لقد قال الله حقا , عدة مرات , أنه أب لأمة إسرائيل . لقد علم الرب تلاميذه أن يصلوا " أبانا " . ولكن في بعض الفقرات بإنجيل يوحنا وبترو يستعمل الضمير للإشارة الى المكانة الفريده للبنوية المتعلقة بالالوهية . تتواجد هذه الفقرات في الإصحاحات 5 , 8 و10 حيث يتصارع مع اليهود غير المؤمنين , وفقرات أخرى في الإصحاحات 14 و15 , حيث يطمئن تلاميذه قبل أن يتركهم فيواجهون مقاومة وإضطهاد بدون أن يكون معهم بالجسد . سنتأمل فيما يلي بعض تصريحات الرب , والتي يعلن فيها عن بنويته الفريده لله .
يصب هذا في نفس الإعلان من الفصل 5 عن التناغم الأساسي بين الآب والإبن . ففي الإصحاح 5 إتهم الناس لأول مرة الرب يسوع بأنه مساوياً لله : " فَمِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَ ٱلْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ ٱلسَّبْتَ فَقَطْ بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ ٱللَّهَ أَبُوهُ مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللَّهِ " (يو5 :18 ) . يذكر الإصحاح 15 تشجيعات الرب لتلاميذه عندما يعانون لأجله قائلا أنهم لن يكونوا وحدهم , لأنه ستكون معهم خدمة روح الحق .عندما يظهر لهم الإضطهاد أنه وحشي وغير منطقي عليهم أن يتذكروا أن الناس قد أبغضوه " ..بِلاَ سَبَبٍ "(يو15 :25 ) . لقد كان الناس هنا يقاومون الله . لقد كانوا يكرهون الإبن لأنهم كرهوا الآب قبلا . بإرتباط وثيق مع تطميناته , فإن تشجيعه بيو 14 : 1- 23 , أن الذين " يحبون الإبن " ,كما تبرهن بطاعتهم , سيحبون من الآب , وليس ذلك فقط , بل أن الآب والإبن , سيعملان منزلا عندهم . لقد تكلم في عد 2 عن " منازل كثيرة " في بيت الآب , يا له من كرم فائق أن يتكلم الآن عن الآب والإبن الذين سيعملان منزلهما مع أولئك الذين يحبونه . فهو يستعمل نفس الكلمة بعدد 2 و 23 . إنه يصرح بأنه يكرم أبيه كما يفعل الآب :"..َأنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ لَكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي...إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ ٱلَّذِي يُمَجِّدُنِي ٱلَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ "(يو8 :49 , 54 ) .
لقد جاء هذا التصريح في سياق إهانة الحشد للإبن بيد أعدائه (عد49) . لقد قال أن أباه يكرمه أو يمجده وهم لا يفعلون هذا لذلك فإن إدعائهم أنهم يعرفون أباه كاذبا . لقد قالوا أنهم يؤمنون بالله ولكنهم يهينون إبن الله , ولذلك زعمهم كان كذبا . لم يكن لديهم معرفة الله . فلو أنهم عرفوا الاب لعرفوا إبنه , ففي جميع تصريحاته أكرم أبيه كما فعل الآب له كل حين , بذلك التناغم بين الآب والإبن في الثالوت الأقدس . لإن أولئك غير المؤمنين الذين قاموا ضده بكل جرءة لم يعرفوا الآب ولا الإبن . وبالنقيض أكد لأحبائه : " بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي" (يو15 :8 ) . إن الإستنتاج المنطقي أن إكرام وتمجيد ألآب والإبن مرتبطين سوية بصورة لا تنفصل .
التصريح أن معرفة الإبن والآب مرتبطتين : " فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟ٱ أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً"(يو8 :19 ) , " لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً. وَمِنَ ٱلآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ"(يو14 :7 )
لقد جادل الرب في الإصحاح الثامن أنه على الرغم أنه جاء من عند الآب , أن الذين يقاومونه لن يقبلوه . لقد شدد على أن ألله أرسله وأن الآب يشهد لعظمة الإبن ! لقد كان جوابهم أن إستهزؤا بأن قالوا عن " أبينا " : "...أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! " (يو8 :39 ) ولكن حول الرب ضمير الملكية في أبينا فقال :"...لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضا ً"(يو8 :19 ) يشبه هذا التصريح مساواة الكرامة بين الآب والإبن !
تختلف الآية (يو 14 : 7) بعض الشيء , فلنركز بآية 7 . يشرح عدد 6 أن التلاميذ , بمعرفة الرب يسوع المسيح , عرفوا الطريق الى الآب , حتى لو لم يفهموا ما يقوله بالتأكيد :" قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلآبِ إِلاَّ بِي"(يو14 :6 ) . لقد سبق وسأل توما الرب يسوع : "...فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ ٱلطَّرِيقَ؟"(يو14 :5 ) . والآن دور فيلبس للقول : "..يَا سَيِّدُ أَرِنَا ٱلآبَ وَكَفَانَا( وحسبنا – ت ي)"(يو14 :8 ) .ففي وسط هذين العددين الذين يشيران لعدم الثقة يعطي الرب التأكيد :" . وَمِنَ ٱلآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ" (عد7) . فبمعرفة الرب يسوع هناك الحقيقة الناصعة أنعهم يعرفون الآب , حتى ولو لم يدركوا بالكامل المجد والعجب المتضمن به . "..اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلآبَ "(يو14 :9 ). إن الحق الذي يزعج أعدائه ( مثل شهود يهوة ) هو نفس الحق الذي يعزي ويثبت قطيعه .
التصريح أن أعماله منقادة ومشكله بحسب أعمال أبيه:"..أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى ٱلآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ"(يو5 :17 ) ,"...َلأَعْمَالُ ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي...إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي" (يو10 :25 ,37)
أول تصريح للرب عن تشكيل أعماله بحسب أعمال أبيه ذكر في الإصحاح 5 , وهو أول تصريح عن علاقته الفريده مع أبيه والذي سبب الحنق لأعدائه . لقد شفى يد الرجل اليابسة في السبت , وعندما وبخوه لعمله هذا , قال :" .. «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى ٱلآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ" (يو5 :17 ) .لقد رأوا في هذا التصريح إدعاء من الرب يسوع أن الله هو أبوه (الشّخصي)(عد 17) . ومن هنا إستنتجوا ذلك الإستنتاج المبارك أنه معادلاً لله . التصريح الثاني هو في إص 10 . لقد تكلم عن نفسه بكون الراعي الصالح , الذي يضع حياته عن رعيته . لقد صرح الرب بكل جلاء أن له سلطان : " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي" (يو10 :18 ) مما دفعهم هذا لإتهامه بكون ملبوس من الشيطان . بعد ذلك , وبضغط من الناس لإخبارهم إن كان هو المسيح , أجابهم قائلاَ : "... اَلأَعْمَالُ ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي"(يو10 :25 ) . إن هذا التصريح بالذات لا يعني المساواة مع الآب , ولكن نلاحظ كيف أن أكمل الكلام , فبعد أن صرح أنه يعطي حياة أبدية لخرافه دخل معهم في مناظرة بكونه إبن االه والذي فهموه بكونه إدعاء للإلوهية : "إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ ٱلآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو10 :37 -38 ) . يصرح الرب يسوع أن أعماله وأعمال أبيه مرتبطين سوية بدون إنفصام بكون كليهما من نفس جوهر الإلوهية :"أنا والآب واحد" .
لقد صرح بإمتلاكه للسلطان على الحياة كما للآب :"اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ ٱلآنَ حِينَ يَسْمَعُ ٱلأَمْوَاتُ صَوْتَ ٱبْنِ ٱللَّهِ وَٱلسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ"(يو5 :25 ),"لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَخِيرِ"(يو6 :40 ) ,"وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. (يو10 :28 ) .
لقد سبق ورأينا كيف أن للرب يسوع السلطان أن يستعيد حياته بعد أن وضعها لأجل أحبائه . يتلائم هذا مع التصريح السابق :" اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ ٱلآنَ حِينَ يَسْمَعُ ٱلأَمْوَاتُ صَوْتَ ٱبْنِ ٱللَّهِ وَٱلسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ كَذَلِكَ أَعْطَى ٱلاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ" (يو5 :25 -26 ) . هذه هي هبة الحياة الروحية , التي يعطيها للذين يضعون ثقتهم به , وهي كما يبدو , موازية لهبة حياة القيامة والتي سيعطيها في المستقبل : " لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ صَوْتَهُ " (يو5 :28 ) . لقد عبلا الرب عن هذا الحق بأكثر وضوح في التصريح : " لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَخِيرِ" (يو6 :40 ) . إن وحدة الآب والإبن في إعطاء في إعطاء حياة أبدية وضمانها نراه
بقوة : "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي ٱلَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.."(يو10 :27 -30 ) . إن السلطان في إعطاء حياة روحية مواز لسلطان غفران الخطايا :"وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ ٱلإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى ٱلأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا" (مر2 :10 ) , وجميعنا يذكر عاصفة الإنتقاد التي أثارها الكتبة على هذا غفران الرب لخطايا المفلوج . لقد صرح في يوحنا 10 أن الخراف له وهو الذي يعطيها حياه أبدية . نلاحظ أنه في يوحنا 10 كما في يوحنا 5 مذكور عن أناس " يسمعون صوته " مع تأثير قوي جداً . يشير هذا الى سلطانه الإلهي .
التصريح أن الرب يسوع هو الطريق الوحيد الى بيت الآب : "فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ ٱلطَّرِيقَ.. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلآبِ إِلاَّ بِي" (يو14 :2 -6 ) .
إن الفقرة التي تعالج أكثر الأمور تعزية المتعلقة بسلطانه الإلهي هي هذه الأعداد . فقد أنهى الرب يسوع خدمته الجمهورية في نهاية إص 12 . لقد عالج مشكله نقص التواضع وأمر يهوذا أن ينجز عمله بأكثر سرعة في إص 13 . فقد كان على وشك ترك التلاميذ قلقلين ومغمومين . فقد أخبرهم عن الأفضل لهم بإتيان المعزي الآخر , الروح القدس ( 14 : 16 – 16 : 15 ) . وقبل أن يفعل ذلك فقد قواهم بالحقيقة أنه بإختفائه عن الأنظار , يمكنهم أن يثقوا به تماما كما يثقون بالآب , الذي لم يرو على الإطلاق . فهو ذاهب الى الصليب وبعدها الى الآب ليعد مكانا لأحبائه . سيأتي الر ب ثانية ليستلمهم لنفسه . إنهم سيكونون معه حيث هو ذاهب الآن . لقد كان هذا ثقيل جدا على توما , لم يستطع أن يفهم كل هذا . ما هو " الطريق" الذي كان يتكلم عنه الرب ؟ لقد أعطى الرب الجواب القاطع والدامغ . إن الله سيستخدم العديد من البشر بنشر رسالة الحياة الأبدية المقدمة للجميع . سيعطى الكثيرين القوة ليكونوا شهوداً مبرهنين على صدق الرسالة بحياتهم المقدسة . ولكن الرب يسوع المسيح هو الطريق الى الآب بصورة فريدة .إن المنزل الذي سنذهب إليه يصفه بكون " منزل أبي " ولذلك إستطاع القول أنه الطريق الوحيد الى الآب . الكثير من الهرطقات – قديما وحديثا- حاولوا الطعن بهذا الحق . هو الوحيد الذي نزل من السماء ليعطي حياة للعالم . هو الوحيد الذي تميز بعظمته الإلهية وقداسته التامة ليعطي نفسه عن خطايانا . لقد كان الوحيد الذي صرخ من أعماق الصليب :" قد أكمل !" . إنه هو الطريق الوحيد الى الآب . عندما نصل الى بيت الآب سنكون مع المسيح بالضرورة . هذا هو الجواب عندما نشك أو نضطرب . الرب يسوع هو هناك , ونحن سنذهب لنكون معه لأنه هو الطريق والحق والحياة . هذا تصريح الرب وهو كفيل أن ينجزه بالتمام !!
لقد صرح أنه سيصعد لأبيه وأبينا بعد القيامة ," قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ ٱذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ" (يو20 :17 )
إن المرجع الى " أبيه " يصل الى قمته في إص 20 . لقد إكتشفت مريم المجدلية أنع\ه ليس مجرد البستاني كما ظنت خطأ .إنه المعلم , سيدها . لقد أرادت أن تكتسب الربكة وتتحد به بمسك قدميه . ولكن كان عليها أن تدرك بأن رجوعه لم يكن بهدف إعادة العلاقة معه كما كانت على الأرض . لما كان على الأرض مع أحبائه بالجسد , كان يتركهم لبعض الوقت بمفردهم . فقد قالت مريم ومرتا : " ...يَا سَيِّدُ لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي"(يو11 :21 ) أي أن في وقت تجسده لم يكن متواجد في كل مكان أو عند الحاجة ! وكذلك التلاميذ عندما كانوا في وسط العاصفة : " ...وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ أَتَى إِلَيْهِمْ "(يو6 :17 ) . وأما الآن وهو في طريقه الى بيت الآب , يجب ألا يخافوا من فقدانهم للعلاقة المنظورة الفيزيائية معه . فهو سوف يصعد " أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ". لقد ربطتهم الجلجلة بيسوع وبالآب بقرب روحي الذي لا يمكن فصله بالوجود الجسدي . لا يوجد هناك ضرورة بالتمسك به ( جسديا) لأن ضمانهم موجود في السماويات , خطة روحية .
من الأكيد أن ضماننا البدي حصلنا عليه فقط بعد الصلب والقيامة ورجاء المجيء . نفس هذا الحق يعلمنا إياه بولس : " اَللهُ ٱلَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي ٱلرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ ٱلْمَسِيحِ - بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ - وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ"(أف2 :4 -6 ) . إن الرباط بكماله التام لم يتحقق بعد ولكن بذوره كما نراها في أف 2 هي بيننا !! إن هذا التصريح هو قمة تصريحات يوحنا !
يظهر يوحنا مجد المسيح بهذا الإنجيل .