كنيسة بيت ايل المحلية - حيفا



قيادة الروح القدس في
حياة وفعّاليات الجماعة


إننا كمؤمنين – أفرادا وجماعة – معتمدين بالكليّة على الروح القدس في حياتنا وفعّاليّاتنا . كأفراد, مولودين من الروح القدس , ومختومين بالروح , الروح القدس هو ضامن ورثتنا , هو القوة التي تفهّمنا بالامور المنعم بها علينا من الله يأخذ مما للمسيح ويخبرنا . كأفراد – تعتبر أجسادنا هياكل للروح القدس , دلالة على مشاركه هذه الاجساد في القيامة الاخيرة :" وَإِنْ كَانَ رُوحُ ٱلَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ ٱلْمَسِيحَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ ٱلْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ ٱلسَّاكِنِ فِيكُمْ " ( رو 8 : 11 ) .
إن الروح القدس هو بداية ونهاية خدمة الجماعة . فبعماد الروح القدس يحضر به المؤمنين الى جسد المسيح . إن الكنيسة المحليّة هي هيكل الله بسكنى الروح . هو قوة الكنيسة في العبادة , الصّلاة والشّهادة . فإن من المستحيل للمؤمنين بأن يفصلوا حياتهم الى قسمين منفردين : الواحد فردي- شخصي والاخر جماعي , لسبب بسيط أن الكنيسة المحليّة مؤلّفة من أفراد , وحالنا كأفراد هو الذي يعطي القوة والفعّالية للكنيسة . العديد من فعّاليات الكنيسة هي فعّاليلت للافراد . مثلاً , تمتلك الكنيسة حياة العبادة , الصّلاة والشهادة , ولكن إذا كان الافراد الذين يؤلفون الكنيسة لا يمارسون هذه الامور عند الاجتماع في القاعة فقط , كيف لا تتميّز حياة الكنيسة بالفقر , وشهادتها بعدم الفعّاليّة ؟
عندما نجنمع سويّة كمؤمنين في العبادة وذكرى الرب في كسر الخبز , أو للصّلاة أو للتّعليم فنحن نعلن بهذا سلطان الروح القدس وقيادته لاجل تنظيم فعّاليّاتنا , ولكن إذا لم نكن نعلم شيء عن قيادة الروح كيف عندها سنؤهّل لنميّز تحرّكاته في إجتماعات القدّيسين ؟ لقد أصبح أمراً دارجاً جدّاً أن موضوع قيادة الروح القدس هو مقصورا على لعض خدّام الرب ( ذوي مقدرات روحية خاصّة ) وليس للاغلبية المطلقة من شعب الرب .
إننا نقر بهذه الحقيقة , أن في حياتنا اليوميّة – كأفراد ومؤمنين - لا نعطي الروح القدس المكان الذي يطلبه الكتاب . عندما تصارع بولس مع غلط أهل غلاطية – أنه فقط بحفظ الناموس يمكن للمؤمنين أن يصلوا للملء الروحي – متوجّهاً مباشرة الى مصدر كل خاص وأصلي في المسيحيّة فسأل : " أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هَذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ ٱلنَّامُوسِ أَخَذْتُمُ ٱلرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ ٱلإِيمَانِ؟ " ( غل 3 : 2 ) . لقد كان هذا هو إختبار الممؤمن غير المشكوك فيه : أن الروح هو القوة الخلّاقة في الكنيسة المسيحيّة .

الروح القدس والمؤمن الفرد
" وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ ٱلزَّمَانِ، أَرْسَلَ ٱللهُ ٱبْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ ٱمْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ " ( غل 4 : 4 ) . إن كلمة أرسل = exapostello تشير الى إرسال شخص من أمام ( محضره) ومن المفروض أن يمثّل مرسله , حيث أن الرب يسوع جاء من أمام محضر الله ليمثّله على الارض . " ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ ٱللهُ رُوحَ ٱبْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: : يَا أَبَا ٱلآبُ. " ( 4 : 6 ) إستعمل هنا نفس الكلمة exapostello لذا فإن الروح القدس أرسل من محضر الله ليمثّله على الارض . إن الروح القدس بالنسبة لله , داخل قلوبنا , كما كان الرب يسوع هنا على الارض . لبروح القدس هو القوة لكل حياة مسيحية حقيقية:" إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ فَلْنَسْلُكْ أَيْضاً بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ " (5 : 25 ) المؤمن هو الذي يختار نوعية الحياة التي يريد أن يحياها – إما بالروح أو بالجسد . إن الحياة التي بالروح هي الحياة التي تقادد بالروح , وهي عكس تلك التي تحت الناموس . إن الحياة المنقادة بالروح , هناك الحريّة , ثمر الروح التنوّع والأصالة , أما تلك التي تحت النّاموس , هناك القيود فشل الانسان المتكرّر وخيبة الامل .
" لأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ ٱللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ ٱللهِ " ( رو 8 : 14 ) نرى هنا أن مكانة المؤمنين كأولاد في عائلة الله متعلّق بقيادة الروح . إن بنويّة المؤمنين في غلاطية 4 تظهر بكونها نتيجة المسيحية بصفتها تدبير النّضوج , مقارنة مع العهد الذي تحت النّاموس , الذي كان عهد الوصاية . نتعلم من غلاطية 5 عن الحياة النّاضجة الملائمة للتدبير الناضج , وان الحياة المنقادة بالروح , ليست بالضّرورة مليئة بالضيقات المتكرّرة والتي تدفع الله الى التدخّل الدائم بحياتك , بل هي تلك المليئة بثمر الروح بمقدار متزايد . إن الحياة اليومية المنقادة بالروح تنتج شبه للمسيح وملائمة لمشيئة الله , والتي الله يتدخّل لكي يرشدنا في مشاكل هذه الحياة . إن الملامح العامّة لحياة بولس الرسول كانت خضوع مشيئته لربوبية المسيح , ومرّة بعد مرّة تدخّل الرب لتوجيه عبده , أحياناً يعرّفه الطّريق التي يجب أن يسلك فيها , وأحياناً أخرى يعطيه هذه المعرفة من كيفية تطور الامور , بأن السبيل الذي سلكه كان من الله .

الروح القدس والجماعة ( الكنيسة )
إذا كان موضوع قيادة الروح القدس أمراً مجهولا بحياتنا اليومية , فإنه حقّا أمراً مثاليا الحديث عن القيادة بالكنيسة , فهذا لن يحدث قط . إن مراجعة 1 كو يساعدنا إرجاع هذا المر للاجتماع , وخصوصاً الاصحاحات 12 –14 . لقد كان معظم الكورنثيين هم من الاوثان , وأن هيكل العبادة الوثني كان مكان للكثير من التجاوزات , فالمتحمّسين منهم فقدوا السيطرة على أنفسهم وانقادوا للارواح الشريرة :" أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ أُمَماً مُنْقَادِينَ إِلَى ٱلأَوْثَانِ ٱلْبُكْمِ كَمَا كُنْتُمْ تُسَاقُونَ " ( 1 كو 12 : 2 ) كذلك الكنيسة المسيحية توجّه بقوة غير مرئيّة – روح الله القدّوس . ولكن كما كانت الهياكل مليئة بالتجتوزات ,كان من المفروض أن العبادة والخدمة تكون خالية من تلك التجاوزات , ولذلك يضع القديس بولس الاساس لبعض المبادئ الموجّهة :
1) إن المؤمن الذي يتكلّم بالروح القدس يعظّم ربوبية الرب يسوع , ليس فقط بأقواله بل بما هو عليه أيضاً :" لِذَلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ ٱللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَاٱ. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّٱ إِلاَّ بِالرُّوحِ ٱلْقُدُسِ " ( 1 كو 12 : 3 ) .
2) البنيان الروحي هو هدف إظهارات الروح :" وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ ٱلرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ " ( 1 كو 12 : 7 ) , فعندما تجتمع الكنيسة تتوقّع أن تسد إحتياجاتها الروحية – بحسب مشيئة الله – بعمل الروح القدس بكامل قوّته .
3) بنيان الكنيسة - يعني أن تكون متواضعة , وشهوة صادقة لرجال روحيين , أكان بالكلام أو بالسّكوت . هذا هو موضوع إص 14 .
4) المواظبة على فعّاليات الفهم والروح في أولئك الذين يقودون الجّماعة :" فَمَا هُوَ إِذاً؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضاً. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضاً " ( 1 كو 14 :15).لذلك هناك حاجة عظيمة للانتباه للوعظ : " أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ لاَ تَكُونُوا أَوْلاَداً فِي أَذْهَانِكُمْ بَلْ كُونُوا أَوْلاَداً فِي ٱلشَّرِّ وَأَمَّا فِي ٱلأَذْهَانِ فَكُونُوا كَامِلِينَ. " ( عد 20) . علينا الامتناع عن التصرّف بحسب " الومضات " . يجب أن نطبّق مبادئ القيادة بالصّلاة والعبادة على قلوب الذين تخرّجوا من مدرسة الله .
5) إن الانسان الروحي , عند ممارسته لمواهبه الروحيّة , لا بد وسيسجد لوصايا الله كما تظهر في كلمته . فهم سيمتلكون تعاليم رسل المسيح , كما هي موجودة في كنب العهد الجديد .
6) إن قيادة الروح لا تعني نهاية التحكّم بالذّات , لان أرواح الانبياء خاضعة للانبياء .
هذه إذاً بعض مبادئ القيادة الروحيّة , لاولئك الذين يطلبون أن يعرّفوا بحاجات الكنيسة في الصّلاة , الحمد بالعبادة أو البنيان بالخدمة , وبنفس هذه المبادئ على الاخرين أن يحكموا إذا كان الامر هو من إظهار الروح أم لا .

قيادة الروح القدس بالجّماعة
" "..يَا ٱمْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا ٱلْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ.. وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ ٱلآنَ حِينَ ٱلسَّاجِدُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَٱلْحَقِّ لأَنَّ ٱلآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ ٱلسَّاجِدِينَ لَهُ.." ( يو 4 :20 - 24) هؤلاء هم العابدون الحقيقيون فقط والله طالب مثل أولئك العابدين .العبادة الحقّة تتطلّب شروط روحيّة ملائمة في حياة المؤمن . بمعزل عن هذا لا يمكن أن تكون حركة أو توجه مقبول لدى الله . إن شرطاً كهذا ضروري للقيادة الروحيّة . ذلك هو الختان ( الختان غير المصنوع بيد ) العابد بروح الله , مفتخراً بيسوع المسيح , غير متّكل على الجسد :" لأَنَّنَا نَحْنُ ٱلْخِتَانَ، ٱلَّذِينَ نَعْبُدُ ٱللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى ٱلْجَسَدِ " ( في 3 : 3 ) , " وَبِهِ ٱيْضاً خُتِنْتُمْ خِتَاناً غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا ٱلْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ ٱلْمَسِيحِ. مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، ٱلَّتِي فِيهَا ٱقِمْتُمْ ٱيْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ ٱللهِ، ٱلَّذِي ٱقَامَهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ"( كو 2 : 11,12) .
يجب أن يكون الانسان في الروح لينقاد بالروح , وذلك قبل أي نصيب في القيادة الجمهورية للعبادة , الترنيم , الصلاة والخدمة . تدرك قيادة الروح , عندما يكون للمؤمنين شركة مع الاب وابنه ولا يوجد بينهم إنشقاقات وتقلّبات . يجب أن تتطابق الروحيّات مع مشيئة وكلمة الله . إن طرق الجسد , العالم أو الخطية المكشوفة أو التحالف مع الشر هذه الامور كلها تحزن الروح وتوقف عمله في / بين المؤمنين : " لاَ تُطْفِئُوا ٱلرُّوحَ" ( 1 تس 5 : 19) .
إنه من العبث تقنين قيادة الروح في الاجتماعات حيث الحالة أو الشروط لا تتوافق معه .
هناك حاجة ماسة لنتطهر من أي شر . يجب أن نضع الخميرة العتيقة جانباً كي نكون عجيناً طاهراً . كم هو مؤذ هذا الجسد ! كم نميل الى الاخذ بالومضات الطبيعية والمشاعر المصطنعة بكنهما قيادة بالروح . دعونا نفحص قلوبنا على ضؤ تلك الامور .
إن علامات الانقياد بالروح واضحة بجلاء في 1 كو 14 . لإن لإنسان كهذا يتكلم لفهم السامعين بكلام من الله أو من إنسان . إن هدف كلام المنقاد بالروح هو : البنيان , الوعظ والتّسلية .
نفس الامر بالنسبة للترنيم , الصلاة وعطايا الشكر . قد يحسن أحدهم الشكر بينما يفشل في تعزية الاخرين . إن الاطناب غير محترم وغير نافع لاحد . إن فقدان التمييز الروحي حتى عند إختيار ترنيمة غير مناسبة أو فقرة من الانجيل لا علاقة لها بموضوع الاجتماع أو صلاة طويلة ومملة أو خدمة لا تتوافق مع الطقس – كل هذا يزعج المؤمن ولايبنيه .