لغة وتعابير سفر نشيد الانشاد
الف هذا السفر، كما هو معروف، سليمان الملك في اول
فترة ملكه. كان الملك سليمان حكيما جدا كما لم يكن اي انسان. وكان يحفظ
حوالي ثلاثة آلاف مثلا والف وحفظ اكثر من الف نشيد: « وَتَكَلَّمَ
بِثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَلٍ، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفاً وَخَمْساً.»
(1مل4 :32 ). ولكن عندما ندرس سفر الامثال نرى فيه اقل من هذا العدد
ونرى نشيدا واحدا. والسبب يرجع إلى ان الروح القدس ساق سليمان ليكتب ما
يتوافق مع حكمة الله وليس حكمة الانسان. وما يتوافق مع مشيئة الله وليس ما
يتوافق مع مشيئة الانسان. فهذا النشيد هو نشيد الانشاد اي اعظم نشيد كتبه
سليمان.
كتب سليمان ثلاثة كتب من كتب الكتاب المقدس,
الامثال، الجامعة ونشيد الانشاد. وهذا هو الترتيب في الكتاب المقدس، ولكن
هذا ليس الترتيب الزمني، فقد اجمع الدارسين للكتاب المقدس ان سفر نشيد
الانشاد هو اول كتاب كتبه سليمان في فترة شبابه وهي فترة "بهجة الخلاص"
عندما يكون المؤمن متحمس ومتيقظ ونشط في حقل الرب، وبعدها كتب سفر الامثال
في مرحلة الرجولة السفر الذي يحوي خبرة وحكمة النضج والحياة اليومية. وفي
النهاية بعدما مال الى النساء الاجنبيات وعبد الهتهن كتب سفر الجامعة الذي
خلاصته باطل الاباطيل الكل باطل وقبض الريح، ولهذا فهذا هو الانسان كله ان
يتقي الرب.
هذا السفر هو تعبير عن محبة الله لشعبه القديم والذي سوف يفتقده كما تعلمنا رسالة رومية (الإصحاحات 9-11). يصف هذا السفر حالة الشعب اليهودي في فترة الضيقة العظيمة بعد اختطاف الكنيسة. وهذا يفسر لنا اللغة والتعابير المستخدمة في هذا السفر. فهي تعابير جسدية مادية لان الشعب اليهودي هو شعب ارضي اي ان الله لما اختاره اختاره لبركات ارضية. من جهة اخرى فان هذا السفر يتكلم عن اشتياق الله لهذا الشعب المتمرد. فان الله يحفظ هذا الشعب فقط من اجل اسمه حسب وعده للاباء.
اسفار الكتاب المقدس كتبت على بد اكثر من 40 نبيا منهم الوزير، الراعي، الملك، الغني والفقير ومنهم ايضا الفيلسوف والحكيم. وقد كتبت هذه الاسفار بلغة شعرية، تاريخية ادبية وغيرها.
هذا الكتاب بالتحديد كتب بلغة رمزية تشبيهية تعبر عن اشتياق العريس لعروسه. ولكن في النهاية هي تشبيهات لامور روحية وعلى هذا الاساس يجب ان تفهم. على سبيل المثال:
1, يصف هذا السفر العريس على انه ابيض واحمر. وقد اجمع مفسري الكتاب المقدس على ان هذا الوصف هو وصف للرب يسوع. فهو ابيض بسبب طهره وهو احمر لانه تسربل بدماه على الصليب.
2. تعيبر: "فَتَحْتُ لِحَبِيبِي لَكِنَّ حَبِيبِي
تَحَوَّلَ وَعَبَرَ. نَفْسِي خَرَجَتْ عِنْدَمَا أَدْبَرَ. طَلَبْتُهُ
فَمَا وَجَدْتُهُ. دَعَوْتُهُ فَمَا أَجَابَنِي. وَجَدَنِي ٱلْحَرَسُ
ٱلطَّائِفُ فِي ٱلْمَدِينَةِ. ضَرَبُونِي. جَرَحُونِي. حَفَظَةُ
ٱلأَسْوَارِ رَفَعُوا إِزَارِي عَنِّي. (نش5 :6 ). هذا
وصف لتوجه الرب بالنسبة ليهود الضيقة العظيمة لأنه سمح ان يعبروا بها وتحول
عنهم إلى حين ولكي يرجعوا اليه.
3. على هذا القياس يجب على القاريء ان يفهم السفر ومصطلحاته. فالفخذ يرمز الى القوة والرشاقة، العنق يرمز الى ثبات العزيمة، الثدي يرمز الى النضوج والثمر وهكذا ...
على قاريء هذا السفر ان يراعي الامور التاليه لفهم صحيح:
1. الكاتب، خلفيته ، لغته وعمره.
2. هدف السفر وفحواه، كما قلنا فهو يحدثنا عن اشتياق الله لتوبة هذا الشعب ويعبر عن هذا الاشتياق بشوق العريس للعروس.
3. وبعد كل هذا يجب ان يؤخذ السفر في سياق الكتاب المقدس ككل. هذا
الكتاب الذي يطالب الانسان بسمو اخلاق يفوق كل تعليم او ديانة اخرى. فالرب
يسوع نفسه قال: |وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ
يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي
قَلْبِهِ." متى 5:28. ويعلمنا ايضا الكتاب المقدس بان: كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ
أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ
قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ. 1يوحنا
3:15
فان كانت الشهوة القلبية زنى وخطية، وان كانت كراهية الاخ كالقتل
فعلى هذا الاساس يجب ان نفهم لغة وتعابير هذا السفر,