الوحدة
ألوحدة في حياة اُلكنيسة تكوّنت وما تزال تُحفظ بالرّوح القدس . إن الوحدة ليست إتّحاد . الأديان البشرّية قد تُنجِز إتّحاداً , ولكنها لا تستطيع ان تعمل وحدة .
إن الوحدة التي يصنعها الروح القدس تتميّز بالتنوّع , ولكن بتنوّع يتميّز بالإنسجام . إن الإنسجام هو نتيجة تمازج أصوات مُختلِفة في تناغُم . إنّ مجرّد التنوّع نفسه قد يُنتِج فوضى , وفي اُلمجال اُلرّوحي هذا نتيجة محتومة لجهود جسديّة لجمع أعضاء مُتباينين في وحدة روحيّة .
إن الفكرة الاساسيّة في كلمة " إنسجام " كونها امر يمكن تحصيله . لذلك عند قبول الجُدُد في الكنيسة , يُصَمَّم القديسون بان يوضعوا سويّةً كالمفاصل لهيكل الانسان الصحّي . إن هذا صحيح لكل الكنيسة , جسد المسيح , " جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضاً فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ " (أف 4 : 4 – 6 ) . حيث ان الرب هو رأس ذلك الجسد .
تمييز في الرمز .
إن نفس الصورة للهيكل البشري تنطبق على الاجتماع المحلّي كما يظهر في 1كو12 ولكن مع الاختلاف اُلمهم , أن بعض الأعضاء توُصف بكونها أُذُن أو عين وهذه أجزاء من الرّأس . فإن الرّأس لا يوصف بمعزل عن الجسد , كما في رسالة أفسس باُعتبارنا الوجهة المحليّة , يقول الرّسول لأهل كورنثوس " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَاداً " ( عدد 27 ) كما نلاحظ بانّه لا يوجد أل التّعريف قبل
كلمة جسد ( هكذا ايضاً في اللغّة اليونانيّة ) . فهذا يُشير إلى أنّ كل إجتماع محلّي يُنظَر إليه كونَهُ جسد المسيح . لذلك فإنّ كل إجتماع قد صُمّمَ لان يكون تعبيراً عن الوحدة المُتَكَوِّنَه محليّاً بروح الله , والمسيح نفسه عاملاً في كل عضو , بما فيهم أولئك المشبّهين كأعضاء في الرّأس . من هذه النّاحية , فإن الإجتماع المحلّي كما توضِّح كورنثوس الأولى , هدفه الإلهي دفع الأعضاء بأنْ تهتم " اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ " (عدد 25 ) , إن لهذا معنى عميق وجمال فائق , ومن ضروريّات الإجتماع المحلّي . أمّا الوحدة الرّوحيّة فمن عمل الروح القدس , والمحافظة على هذه الوحدة متعلق بالتّجاوب الحقيقي لاولئك الّذين هم موضوع قوّتِهِ . يجب أنْ نجتهد لكي نحفظ " وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ " وهذا ممكن فقط إذا تصرّفنا أحدنا تجاه الاخر " بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْمَحَبَّةِ " ( أف 4 : 1 – 3 ) .
العضويّة المحليّة .
إن التّغيير المحلي لمؤمن لا يُؤَثِّر على عضويّته بجسد المسيح , الكنيسة كاملة كما ذُكِرَ في أف 1: 23 , ولكن الانتقال من مدينة لأُخرى يُؤثِّر على عضويّته محليّاً .
كل هذا يختص بعضويّته بالجسد حيث أنّ المسيح هو الرّأس , وهذا يبقى صحيحاً في كل مكان يذهب إليه . فإنّ الظّروف المتغيّرة على الارض لا يمكن ان تؤثّر على تلك العضويّة لأنها ستستمر إلى الأبد .
أنْ يُعتبَر أخ كعضو في إجتماعَيْن مختلفين , لأنّه عضوٌ في جسد المسيح , هو بمثابة خلط أُمور مختلفة . إذا إنتقل مؤمن من أفسس الى كورنثوس , فإنّه لا يستطيع ان يكون عضو في الجسد المحلي في المكانَيْن . كون الرسول , في عنوانه للرسالة لكنيسة الله التي في كورنثوس , قد أضاف " الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَهُمْ وَلَنَا " لا يناقض هذا .
هناك حقائق ومميّزات مشتركة ومبدئيّه لكل إجتماعات شعب الله . ولكن الشروط المحليّه تتعلّق بضرورة الاعتناء بشهادة الوحدة محليّاً . فعلى سبيل المثال , قد يكون هناك تميّز بالمواهب الرّوحيّة , المعطاة من الرب في كلّ إجتماع . فإنّ المؤمنين الذين سيُشكّلونه يطيعون الوصيّة " ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيراً جِدّاً فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً " ( 1 تس 5 : 12 – 13 ) . إن طاعة الوصايا السابقة ينتج سلاماً أحدُنا مع الآخر ويبني أحدنا الآخر , أعداد 11 – 13 , آخذين بعين الإعتبار ظروف الإجتماع المحلّي
هذه الظّروف متعلّقة بممارسة المواهب الروحيّة محليّاً , بخضوع تام لربوبيّة وإرشاد روح الله , وفوق الكل ممارسة المحبة كما تظهر في 1كو13 . إن هذا الحث لا نظير له للتعبير عن الوحدة في كل إجتماع , وتطبيق صور الجسد بالشروط المحليّة . الشروط التي لا يمكن تطبيقها بواسطة مؤمنين في إجتماع تجاه آخرين من إجتماع آخر , أي في بلد آخر .
إختلافات بالرّأي .
إن وحدة الروح , وهي الاكثر بركة بنظر الله (مز 133 ) هي امر أُعطِيَ لنا حتى نحفظها . إرشادات مفصّلة بكيفية حفظها مُعطاة في كولوسي 3: 12-14 " فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ احْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفاً، وَتَوَاضُعاً، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ انَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً انْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى احَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هَكَذَا انْتُمْ ايْضاً " . إذا نُفِّذت هذه الامور فلا بد ان تكون وحدة . حيث الآراء المختلفة أو ظهور دينونة ( وفروقات كهذه متوقّعة طالما نحن منقادين لمحدوديّة حالتنا الحاضرة ) يجب ألاّ نسمح بهذا ليولّد إنقسام . إنّه ليس غلط بالضّرورة ان تكون عدّة طرق مختلفة للنّظر إلى الأُمور . إن الحاجة هي إلى ممارسة الصّبر . يجب ألاّ نتوصّل إلى قرار , أو نتّخذ أيّ إجراء حتى نُسلِّم بوجهة نظر واحدة , وهذا سوف يحصل بالتاكيد مع الوقت , إذا إنتظرنا الرب وطلبنا فكره بروح الرّفق الاخويّة والإحترام المتبادل.الميل لوضع قواعد حيث لا يوجد في كلمة الله وصايا محدّدة هو عمل المشيئة الذّاتيّة وإفساد للوحدة التي يجب أنْ نحفظها . إنّه من السّهل وضع القوانين كنتيجة لإستنتاجاتنا من فقرة معيّنة ولكن هذا لا يستطيع أنْ ينال رضى الرب .
إن الفقرة السّابقة من كولوسي تُضيف محبّه طالما الرّباط يحيط بنا جميعاً . إنّه " رباط الكمال " فباُتّباعنا هذا نحن مدعووين " َلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ " مرنّمين للرب " فِي قُلُوبِكُمْ " . سلامه يجب أنْ يكون العامل المقرّر في جميع الإختلافات . فإذا سكن سلام المسيح في قلوبنا فرديّاً , فانّه سوف ينعكس بإنتاج الانسجام في الافكار والافعال . الى هذا السّلام قد دُعينا لنكون " جسد واحد " وهنا , مرّة أُخرى , فإن ممارستها واضح بأنْ توضع موضع التّنفيذ في الإجتماع المحلّي .
أكثر من ذلك , فحيث قوّة سلامه الرّقيقة تعمَل , فإنّها ستولّد تلك الرّوح التي ستطبعنا حالاً بالوصيّة " كونوا شاكرين " . فإنّها سوف تتأصّل فينا .