مكان عرشي
الإجتماع : مجال سيادة المسيح
إنّ الحق المتعلّق بسيادة الرب يسوع المسيح في الإجتماع يجب أنْ يُحضر
بجلاء أمام القدّيسين في الخدمة كميزة لحياة وشهادة الّجماعة
. يعمل الرسول على تأكيد هذا في الرسالة
الاولى لأهل كورنثوس .
إنّ موضوع كتابته تنظيم التّفاصيل المتعلّقة بحياة
الجّماعة , بالرّجوع
إلى اُلنّظام اُلإهي ,
الذي وضعه الله (1كو14
: 33 ) . لقب المخلص للسّيادة
( الرب)
إستُعمل في الرسالة 68
مرة ,
لقد أُحضِرَ القديسون بنعمة الله إلى الناموس
الثيوقراطي , والرب
نفسه يسكن وسط مفدييه ليسود ويرشد ,
نتيجة عمل مشيئته الذين سُلِّمُوا بمحض مشيئتهم
لسلطانه .
لقد تميّزت كنائس الله بضمها
" جَمِيعِ الَّذِينَ
يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ
" (1كو1:
2) .
عندما دافع عن الوحدة , التي تشوّشت نتيجة جسديتهم , فإنّ الرّسول يتضرع " بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ " (1كو1: 10) .
إنّ خيام إسرائيل , كما رآها بلعام , صورة جميلة لنظام كامل ووحدة , كل خيمة تستقر في مكانها , وكل سبط يخيم بالنسبة للخيمة التي في الوسط , ولذلك إبتهج وقال :" مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ!" ( عد 24: 5) . سر ذلك النظام كان الاعتراف المبدئي بالناموس هناك . الإعتراف العملي لسيادة المسيح بالإجتماع يعني بأنّ كل عضوٍ تكمن به سر الوحدة اليوم .
إنّ إجتماع كَسْر الخبز يُعَد قلب حياة الإجتماع وشهادته . إنّ التّعليمات التي تسود المشتركين في عشاء الرب أُعطِيَتْ لبولس بإعلان خاص من الرب . الرب يسوع نفسه هو الذي أسّس كسر الخبز , فإنّ الرّغيف يتكلّم عن جسد الرب , والكأس يشير لدم الرب " فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ " (1كو11: 23-26 ) . إنّ التّكرار للقب السّيادة في الفقرة يُظْهِر عشاءُ الرب بأنّه في مجال سيادته وناموسه . بسبب ذلك علينا بفحص أنفسنا بالحكم على كل شيء في حياتنا يتعدّى على مجده , فبإحضارنا نجاسة الى مكان مقدس كهذا , فإنّ يد الرب سوف تنزل علينا للتأديب (1كو11: 27-32) .
لقد أظهر الرسول مثال الترتيب الإلهي , واُستباقاً لمعترضٍ تافهٍ , يقول الرسول :"أَمْ مِنْكُمْ خَرَجَتْ كَلِمَةُ اللهِ؟ أَمْ إِلَيْكُمْ وَحْدَكُمُ انْتَهَتْ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْسِبُ نَفْسَهُ نَبِيّاً أَوْ رُوحِيّاً فَلْيَعْلَمْ مَا أَكْتُبُهُ إِلَيْكُمْ أَنَّهُ وَصَايَا الرَّبِّ " ( 1كو14: 36 ,37 ) عندما أراد الرب أنْ يسكن وسط شعبه في البرية , أعطاهم الإمتياز لبناء خيمته ويقول :" فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِساً لأَسْكُنَ فِي وَسَطِهِمْ " (خر25: 8) , ولكنه لم يعطيهم ذلك الإمتياز بأنْ يكونوا هم مُصَمّمي مسْكنهُ فيقول : " بِحَسَبِ جَمِيعِ مَا أَنَا أُرِيكَ مِنْ مِثَالِ الْمَسْكَنِ وَمِثَالِ جَمِيعِ آنِيَتِهِ هَكَذَا تَصْنَعُونَ " (25: 9) فيما بعد تم تفصيل المثال , وبالتحديد , الأمر الأول الذي وصفه الله هو التابوت وكرسي النعمة , وبعدها باقي الأشياء التي حولها والمتعلّقة بها . التابوت مع كرسي النعمة كان عرش الله في وسط شعبه . ومن خلاله أعلن وصاياه لإرشاد كل خطوة
لسبيلهم (25:22) لقد أُعْطِىَ عرش الله المكان المركزي في خدمة " خيمة الاجتماع" – " الشّكينة " .
يوصف مجد البيت في الزمن الألفي بقوله : " .. وَإِذَا بِمَجْدِ الرَّبِّ قَدْ مَلأَ الْبَيْتَ. وَسَمِعْتُهُ يُكَلِّمُنِي مِنَ الْبَيْتِ. وَكَانَ رَجُلٌ وَاقِفاً عِنْدِي. وَقَالَ لِي: [يَا ابْنَ آدَمَ, هَذَا مَكَـ/نُ كُرْسِيِّي وَمَكَـ/نُ بَاطِنِ قَدَمَيَّ حَيْثُ أَسْكُنُ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ, وَلاَ يُنَجِّسُ بَعْدُ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ اسْمِي الْقُدُّوسَ.." (حز43: 5-7) .إنّ الإجتماع في هذا التّدبير , بيت الله الروحي , حلّ مكان البيت المادّي الذي سكن به الله في العهد القديم . هذه الألقاب الثّمينه والإمتيازات , توْجبنا بواجبات عظيمة , تميِّز صفات الإجتماع والّذي من المقصود أنْ يكون " مَكَـ/نُ كُرْسِيِّي وَمَكَـ/نُ بَاطِنِ قَدَمَيَّ " . الجزء الاول من العدد يؤكّد على متطلّباته : سيادته الكاملة علينا . والجزء الثاني منه يعبر عن تجاوب المحبة لمتطلّباته عندما نخرُّ بفرح على قدميه بعبادة وولاء , وتسليم غير متحفظ , لخدمة مسرته بطاعة كلمته , منشدين مجده لتجسيد عملي لمشيئته .
لذلك نصلي بان يكون محضر الله في وسطنا بقوة , و"مجد الرب " يملأ البيت .