بيت الله
كنيسة الله الحي
إنّ آية المفتاح لرسالة تيموثاوس الأُولى , وفي الواقع , واحدة من جمل العهد الجديد المتعلقة بالكنيسة , موجودة في الإصحاح الثّالث وعدد 15 . يقول بولس بأنّه يكتب هذه الاشياء لتيموثاوس لكي يعرف الرجال كيف يجب أنْ يتصرفوا في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي , عمود الحقّ وقاعدته , لقد وضع الرسول هنا أربع تعابير تخُصّ شركة المؤمنين المحلية .
إنّها بيت الله . ظهرهذا التعبير بتواتر خلال الكتب . المرجع الاّول لهذا هو سفر التكوين 28: 17 . بعد حلم يعقوب عن السلم المنصوب بين الأرض والسّماء , والتّصديق الإلهي على العهد المُبْرَم مع إبراهيم وإسحاق يقول " مَا أَرْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا إِلاّ بَيْتُ اللهِ وَهَذَا بَابُ السَّمَاءِ! " , لقد دعا هذا المكان المقدّس بيت إيل , الذي يعني " بيت الله " . هناك نصَب عاموده وإليه كان رجوعه , بعد عشرين سنة من التلمذة في فدان آرام إلى بيت إيل نفسه . إنّنا نؤمن بأنّ هذه الفقرة كانت في ذهن الرسول بولس لأنّه ذكر : البيت , العمود والملائكة في( 1تيمو3: 15 ,16) .
بيت الله هو حيث يسكن الله . لقد سكن في العهد القديم بين شعبه في الخيمة . الضّباب الذي غطّى الشّكينة كان البرهان المرئي لحضور الله وسط شعبه . كان موسى خادم في بيت الله (عب 3: 1-5 ) لقد بُنِيَ بحسب تعليمات إلهيّة , وباُتّباع نموذج إلهي . كذلك الأمر عندما بنى سليمان الهيكل بعد عدة قرون . أمّا بيت الله اليوم فهو الكنيسة المحلية (1كو3: 16,17) حيث المسيح هو الإبن والرّأس معاً لهذا البيت , هو سيد البيت .
إنّ الصفتَيْن الرّئيسيَّتَيْن للبيت هما التلمذة والمحبّة . يعطي الرسول بولس تعليمات مفصلة , في كورنثوس الأُولى خاصّة , للنظام والتلمذه في بيت الله ويعطي لهذا سببين أساسيّين . السبب الأوّل هو بأنّ هيكل الله هو مكان مقدس (1كو3: 17) يجب أنْ يكون البيت نظيف . السبب الثاني هو بأنّ الخطية مثل الخميرة تعمل في الظلمة ولها نزعة للإنتشار (1كو5: 6-8 ) ممكن وقف فاعليتها فقط بواسطة " المطهِّرات" من الملح والنار. مرة أُخرى , على المستوى البشري , الإنسان يبني بيتاً ليكون مكان راحته حيث يعبر عن حبّه ورأفته بهذا البيت . قد تكون التلمذة صعبة ومؤلمة أمّا المحبة فيجب أنْ تعمّ كافّة أجواء البيت . انها الملطف الذي يحفظ كل الأشياء جميلة وسعيدة (1كو13).
إنّها كنيسة الله الحي . إنّ هذا التعبير يذكرنا باُعتراف بطرس في متى 16: 16-18 الذي قال :" انت هو المسيح ابن الله الحي " . وبعدها أُعْطِيَ الأعلان الهائل عن الكنيسة "ecclesia " . من المسلّم به أنّ المرجع في متى 16 يذهب لأبعد من الكنيسة المحليّة , ولكن في متى 18 حيث ذكرت الكنيسة مرتين فهذا بالتّأكيد يرجع للكنيسة المحلية (18:17) . قد يدعي البعض بأنّ الكنائس المحلية لم تكن موجودة عندما تكلم الرب أُنظر اذاً تأسيس عشاء الرب المذكور في متى 26: 26-30 , حيث أُعْطِيَت التعليمات بتوقع عصر الكنيسة المبتدئة في يوم الخمسين . اذا سُؤل السؤال " ما هي الكنيسة المحلية ؟" فإنّ أبسط جواب هو التّعريف الذي أعطاه الرب نفسه في الفقرة حيث ذُكِرَت لأوّل مرة . لقد قال " لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي اكون في وسطهم " (18: 20) إنّ أعمال الرّسل والرّسائل عامّةً تصف أساس وسمات تلك الكنائس المحلية . إجتمعوا عادةً في بيوت خاصة , مارسوا التّرتيب الإلهي : العمّاد وكسر الخبز , وأدركوا وجود المشيخة . في عبادتهم وخدمتهم أعطوا مجالاً لممارسة كهنوت كلّ المؤمنين . كمستعمرات السماء , إستغلّوا كل فرصة لنشر الإنجيل حيث يسكنون (في 1 : 27) .
يستعمل الرسول بولس كلمة كنيسة ثلاث مرات في تيموثاوس الأولى . في الاصحاح 3: 5 حيث يكتب بأنّ أحد مهام الشيخ هو العناية بكنيسة الله . إنّ التعليمات التي كتبها بولس لتيموثاوس في الإصحاح 3: 15 المتعلّقة بالتّصرُّف في بيت الله , التي هي كنيسة الله الحي . في الإصحاح 5: 16 يتكلم الرسول عن مسؤوليّة المؤمنين في الإهتمام بالأرامل في عائلتهم الخاصة , برهان عملي للتقوى, حتى تستطيع الكنيسة أنْ تعتني بالذين هم في الحقيقة أرامل . واضح هنا بأنّه يتوجه لإجتماع المؤمنين المحلي . لقد تم الاقتراح بأنّ " بيت الله" يؤكّد على الأمر الذي أُحضرنا إليه, بينما " كنيسة الله " إلى كوننا دُعينا من العالم لنجتمع الى اُسمه .
العمود . إنّ هذا لمرجع واضح لعمود يعقوب . الحجر الذي أراح رأسه المرهق عليه مستعملا إيّاه كوسادة , أخذه أخيراً ونصبه كعمود . لقد فعل يعقوب هذا الأمر أربعة مرّات في حياته , وهذه المرة الأُولى منهم . أحياناً صبّ الزّيت على العمود . لقد كان هذا شهادة لنعمة الله وأمانته . الكنيسة المحلية هي عمود الحق . إنّها منارة ذهبية (رؤ 1: 20) وعمود شهادة معاً .
لقد كان للخيمة 69 عموداً لدعم السّاحة , الباب والحجاب . جميعها تتحدث عن المسيح في مجده الشّفاعي . كان لهيكل سليمان عمودين : ياخين وبوعز , قائمْين في الرّواق . في أفسس, حيث سكن تيموثاوس , كان هناك هيكل أرتاميس , يقال بأنّه أحد عجائب الدّنيا السّبع . كان يُظن بأنّه يحتوي على 127 عموداً , كل منهم كان هدية من أحد الملوك صُنعت جميعها من الرّخام , بعضها مرصّع بالجواهر والآخر مغشّى بالذهب
إنّ للعمود أربعة إستعمالات , على الاقل , في أيّامنا الحاضرة :
لدعم البناء .
لنشر الضوء , كمنارة لهداية المعذبين من العواصف .
لتمجيد رجل شريف .
لتكريم إسم , إنسان مهم .
إنّ للكنيسة كل هذه الوظائف فيما يتعلق بالحق .
قاعدة الحق . هنا لدينا قاعدة العمود . إنّ كلمة " hedraioma " تعني " بقاء , دعم أو كتف " . للعمود هناك عادة ثلاثة أجزاء : القاعدة , العامود والتاج في القمّة . يكون هناك في القاعدة أحيانا نقوش وتجاويف التي تحوي بداخلها إناء حيث توضع الوثائق للأجيال القادمة . الكنيسة ليست فقط الشهادة للحق للجميع , وإنّما أيضاً الدّاعمة ومستودع الحق .