جسد
إنّ جسد الإنسان هو وحدة رائعة . ليس بسبب الإتصال الفيزيائي بين أعضائه فقط وإنّما بوجود الأُمور التّالية في كل أعضائه :
الحياة الواحدة العامة . قد يكون هذا أقلّ وضوحاً بالنِّسبة لشركة المؤمنين ولكنّه يبقى صحيحا – في الواقع , الوحدة بين عضو وآخر أروع بكثير , بسبب كَوْن الحياة العامة هي روح المسيح – " لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ " (1كو12: 13) . إنّ الإعتراض بأنّ هذا يعود إلى الكنيسة العامة لا يمنع تطبيقه على الكنيسة المحلية : " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ " (عد 27) . وهذا يؤكّد بأنّ الإجتماع يجب أنْ يعبِّر عن الكنيسة العامة . وعلى أيّ حال بما أنّ روح المسيح يسكن في جميع المؤمنين , فإنّ لديهم حياة روحية تعاونية في وحدة عامة لكلّ الأعضاء .
أنْ تتحمّل عضو , يعني أنْ تتحمّل الجسد . أنْ تتحمّل واحد يعني أنْ تتحمّل الكل . " نَحْنُ.. وَأَعْضَاءٌ بَعْضاً لِبَعْضٍ " (رو12: 5) . يبقى أكثر وقاراً , عندما نتحمّل عضو في الجسد عندها نتحمّل الرّأس . شاؤول الطرسوسي تعلم هذا الدرس الذي لا ينسى عندما تحدّاه الرب المقام , ليس بالسؤال "لماذا تضطهد شعبي ؟" وانما " لماذا تضطهدني ؟" يجب أنْ نفكر بأنّه بإهانتنا أو جرحنا مؤمناً- شريكاً فإنّنا نجرح المسيح بالذات . " وَهَكَذَا إِذْ تُخْطِئُونَ إِلَى الإِخْوَةِ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ تُخْطِئُونَ إِلَى الْمَسِيحِ "(1كو8: 12)
إنّ لهذا الحق الجلي وجهه الآخر – الخدمة المقدّمة لأحد أعضاء الجسد تفدم ايضا للمسيح .
بالرجوع من المسؤولية الى الإمتياز , نلاحظ في الجسد بأنّ :
لكل عضو مكانَهُ . " وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ كَمَا أَرَادَ "(1كو12: 18) . قد يتجرّأ البعض أنْ يقترح بعض التحسينات في ترتيب الجسد الفيزيائي – أما الاغلبيّة فتتعجّب من الحكمة الإلهية التي وضعت الأعضاء حيث يتمكّنوا من العمل بفعّالية قصوى لصالح الكائن بأكْمَله . هكذا أيضاً في الجسد الروحي, هناك مجال إلهي معيّن لكل مؤمن , ويجب أنْ نكون متأكّدين أنّ الذي يُسعد الله هو الأحكم والأفضل لجميعنا . تستطيع الجماعة أنْ تعمل في ملء فعّاليتها الروحية عندما يستطيع كل عضوٍ أنْ يميز مجاله المعين ويفرح بأنْ يملأه بتكريسه لمجد الله ولبركة أولاده .
عندما يصنع احداً من كلّ القلب كل ما يستطيع , سرعان ما سوف يكتشف بأنّ
لكل عضو له موهبته . قد يحكم على أهميّة هذه النقطة من الحقيقة الموضّحة في الثلاثة مقاطع الرئيسية التي تأخذ صورة الجسد :
" كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً مِنَ الإِيمَانِ " (رو12: 3) .
" وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ... قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ " (1كو12: 7, 11) .
" وَلَكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ "( اف4: 7) .
لقد وُهِبَتْ العطايا بيد المسيح المُقام ولكنها تُقْسَم بحسب مشيئة الروح . إنّها أكثر من مجرد المواهب الطبيعية – إنّها عطايا روحية لتمكين الفرد من ملء مجاله المعيّن. بهذه المواهب هناك التنوع , ولكن جميعها تُقسَم بالروح الواحد, اذاً هذا ليس إنجاز بشري , وإنّما علينا مسؤولية الممارسة الصحيحة , - وليس "إهمالها" , وانما " إضرامها " . إنّ الله يفضّل أن يُعطي كل واحد شخصية متميزة وينعم عليه بموهبة خاصة .
على الرغم من ذلك , فإنّ " انواع مواهب" قد تقود الى الفوضى اذا لم ياخذ :
لكل عضو وظيفته . " وانواع خدم موجودة" , " وانواع اعمال موجودة" , " لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ " ( 1كو12: 5, 6 - رو 12: 4) .
إنّه من الحماقة أنْ نقلد أحدنا الآخر . في محاولتنا بأنْ نشكّل أنفسنا على نموذج آخر ليس أنّنا ننشد المستحيل فقط , ولو كان بالإمكان النجاح , فإنّنا نُكرّر المواهب التي لا يريد الله أنْ يُضاعفَها, بينما في نفس الوقت نحرم الجسد من شيء ضروري لاُكتماله . فعندما يحاول أحد الأعضاء غير القنوعين باُغتصاب وظيفة خاصة لآخر يُحْدِث هذا ضرراً كبيراً - ونتيجتها فوضى وحزن . في الجسد الطبيعي فإن آذاننا تقدم خدمة فريدة, أو تحاول , حيث لا يستطيع أنْ ينجزها عضو اخر . فإذا تخلت العيون عن وظيفتها لتخدم كآذان , فالجسد سَيُضْحِي أعمى دون أيْ تحسن مماثل في السمع . ومن ناحية أُخرى , فإنّ للجسد قوى توافقية مدهشة حيث , ولو لبعض الأُمور على الأقل , فإنّه يبدو للكائنات المَقْدِرَة على التّعويض , بزيادة الحساسية أوْ المهارة, بسبب فشل عضو آخر , ولكن هذه العملية يُصاحبها توتر سيء على الفرد . وبصورة مشابهة , تجلب أتعاباً على بعض الإجتماعات بسبب أولئك الذين يقررّون إحتلال مجالِ لم يُدعَوْا إليه ( ولذلك هذا المجال لا يلائمهم ) مظهراً إيّاهم كمعاندين وغير مناسبين لإنجاز وظيفتهم الصحيحة , يفرض هذا توتر على الآخرين , بالمحاولة لسد النقص .
إنّه من دواعي الإثارة الأخذ بعين الإعتبار الأمور الّتي يستطيع الأفراد أنْ يكونوا في الإجتماع كالأعضاء المذكورين في 1كو12: 15 – 17 ( أرجل, أيدي , آذان , عيون والخ..) للجسم , وإنّما يجب أنْ ننتبه الى الحقيقة بأنّه :
عضو واحد غير كاف . إنّ العضو الأكثر موهبة , كم بالحري الاكثر صلاحا , لا يمكن أنْ يسد كل إحتياج – قد يكون العضو مهماً, بدون شك , وإنّما ليس أكثر من ذلك . إنّ العين عضو لا يُقَدَّر بثمن ولكن " لَوْ كَانَ كُلُّ الْجَسَدِ عَيْناً فَأَيْنَ السَّمْعُ؟ لَوْ كَانَ الْكُلُّ سَمْعاً فَأَيْنَ الشَّمُّ؟ " , " وَلَكِنْ لَوْ كَانَ جَمِيعُهَا عُضْواً وَاحِداً أَيْنَ الْجَسَدُ؟" (1كو12: 17, 19) . إنّ أكثر الأعضاء بروزاً , والتي قد نعتبرها أكثر الأعضاء إستعمالاً ليست بالضروره ألأهم . الأذرع والأرجل , العيون والآذان مهمه جداً ونقدّر أهميّتها فقط بفقدانها , ولكن الجسم يستطيع أنْ يعيش بدونها بينما فقدان أعضاء منسيّه ومخفيّة سوف يؤدي للموت . الاجتماع يستطيع أنْ يحيا بدون رجال موهوبين ولكن لا يستطيع ذلك دون رجال روحيين .
هكذا فإنّ بعض الأعضاء الضّعيفة تُظهِر بأنّ :
كل عضو في الجسد ضروري . "بَلْ بِالأَوْلَى أَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي تَظْهَرُ أَضْعَفَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ ", " لاَ تَقْدِرُ الْعَيْنُ أَنْ تَقُولَ لِلْيَدِ: «لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكِ». أَوِ الرَّأْسُ أَيْضاً لِلرِّجْلَيْنِ: «لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكُمَا»" (1كو12: 22, 21 ) .
لقد قيل لنا بأنّ بعض أعضاء الجسد هي زائدة ولا يوجد لها عمل معين , ولكن العلوم الطبية – بتأثير روائع التّشريح , الّتي كُشِف عنها بعد أبحاث مكثفة – أقل إستعداداً من قبل , على رفض أيّ عضو بكونه غير نافع . مع أنّ وظائفهم لا تزال غامضة , فهناك تأكيد بأنّ المعرفة المستقبليّة سوف تكشف عن الإسهام الذي تقدّمه لصحّة الانسان .
أيَجُوز لنا أنْ نحكم على قيمة الشخص بالنسبة للإجتماع وفقاً لدرجة ظهور موهبته ؟ أالا يوجد هناك قيمة ما , يُقَدِّرون بها المنعم عليهم , وغير المعروفين , لمدى التَّأثير الممارس على يد أحد القدّيسين غير المعروفين , الذين يحضرون روح المسيح إلى الإجتماع ؟ من المحتمل أنْ يكون إسهامه هو الكبير في هذا المجال . ألسْنا في مأمَنٍ باُعتقادنا بأنّ العديد من النفوس المتواضعة , قد تأتي وتذهب تقريبا دون أنْ يُلاحظوا , يؤدون للجماعة خدمة بارزة بدعمهم ( أو , أحياناً , بدعْمهنّ) بالصلوات ؟ قد لا " يتمتع" البعض بإعطاء هذه الكرامة إلاّ لبعض الأفراد البارزين ولكن إنْ كنّا نحن أكثر حكمة بتمييز هذا الغنى لَكُنّا " اعطيناهم كرامة افضل " .
الأعضاء يحيون باُتكال متبادل . الأيدي والأرجل متعلقة "بالْجَسَدِ مُرَكَّباً مَعاً، وَمُقْتَرِناً بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِلٍ، حَسَبَ عَمَلٍ " (اف4: 16) , غير ناسين ابداً , طبعا , بأنّ الكل متعلق و " مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ " (كو2: 19) .
المبشِّر الناجح يدرك بفرح , أنّه في المعركة من أجل النّفوس الهالكة , مدى نجاحه متعلّق بالقديسين الذين يركعون في الخفاء قبل أنْ يقف هو على المنبر. فإنّ المعلم المشغول , الذي يشكر الله من أجل إنتعاشات الرّوح المعطاة عادةً في خدمته , يدرك جيداً بأنّ هناك قوة لكلماته لأنّه دُعم بصلوات متشفّعين مجهولين. إنّ الكثير من الوقت , المال , والجهد يضيع بسبب الإنفراديّة بالعمل, ولكن هناك فائدة عظيمة من وراء التّعاون المخلص الذي يكمل جهود أحدنا الآخر .لقد اُخترنا أعلاه الصور الأكثر تطرّفاً , ولكن من منّا لا يعرف مقدار سعادة ونشاط الجماعة عندما نستطيع جميعا ان نقدم الدّعم لحياتها وخدمتها ؟
بالتّأكيد , فإنّ الحقائق التي ذُكرت تؤكد بأنّهُ :
لا مجال للغيرة . " فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ أَعْمَالٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ " (1كو12: 4- 6) . إنّ هذا التّشديد على وحدة الروح الإلهيّة في التّعاملات مع الجّماعة يجب أنْ يُنشئ جوّ الوقار والمهابة , حيث ليس هناك إمكانية للغيرة أنْ ترفع رأسها البغيض , ولكن لا نستطيع أنْ نتحمّل تجاهل ضعف قلوبنا المخادعة . ولكن لماذا أنت تغار من أخيك؟ صحيح – له مكانه وعنده موهبة ليست لك , ولكن , وبالتّساوي أيضاً , لك مكانة وعندك موهبة ليست عنده . فإنّ نفس الّروح الذي قسم له موهبة , قسم لك أيضاً , كما يرتئي وحسب مشيئته , فليس موهبتك ولا موهبة أخيك , فاُقبل قسمتك , عطية الروح بفرح , لأنّ نفس تعاملات الله مع الإثنين , حتى يتمجد الرب يسوع المسيح ويتبارك شعبه . أيّ إمتياز أعظم من هذا قد يكون ؟ إحفظ موهبتك كوديعة مقدسة " وانتظر " خدمتك . إنْ دفعت موهبة اخيك به إلى الشّهرة , فإنّها تضعه أيضاً في خطر عظيم , فبدل أنْ تحسده على هذه المسؤولية العظيمة , يجب أنْ تخاف عليه كواحد الذي " ياخذ دينونة اعظم " بحالة سقوطه , لا سمح الله . في حين أنت تحسده , فربما هو يكون شكوراً إذا استطاع أنْ يحتلّ مكانةً أقل , بضمير نقي . تعاون معه بصلاتك واُكسب إطراء الرب .
ولكن إنْ لم يكن مجال للغيرة , فبالتاكيد :
لا مجال للافتخار كل بموهبته الخاصة . إنْ شعرتَ أنّك إِسْتُؤمِنْتَ على موهبة ما فإنّه من الغباء بأنْ تتباهى وكأنّها من صنعك " وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ " (1كو4: 7
إنّ الرسول بولس لم يواجه مفتخري أهل كورنثوس الأغبياء بالرفض أو الإستخفاف بمواهبهم – على العكس فقد شكر الله بأنّهم غير " ناقصين في موهبة ما " إنّ الذي قاله : " لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟" (1كو4: 7) .
على الإنسان ألاّ يقلّد التواضع المزيف , وينكر بأنّه يستطيع المساعدة , ولكن عليه " الا يفتكر عن نفسه اكثر مما هو" . إنّه ليس فضل لإنسان الذي , بسبب طول الزمان الذي فيه يعرف الرب , يحصل على بعض النمو الروحي , إنْ هو لم يستطع أنْ يميّز بأيِّ طريقة يُسَرْ السيّد أنْ يستخدمه , ولكن يجب عليه ألاّ " يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً مِنَ الإِيمَانِ " (رو12: 3) .
أيُولِّد هذا شكراً وتواضعاً لهذا الإمتياز الفائق ؟ نعم ! هل يثير فينا المسؤولية ؟ نعم! ولكن أيدفعنا للإفتخار ؟ لا يوجد هناك وسيلة مضمونة لهدم أعظم موهبة مثل الإفتخار .
إلى أيّ نتيجة يقودنا كل هذا ؟
(ا) سعادة الجسد . إنّ شركة جسد المسيح يجب أنْ تعبّر عن نفسها بالإحترام البنّاء بين أعضاء الجسد الواحد , " لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ. " (1كو12: 25- 26) . كم من القديسين المُتْعبين والمُجَرّبين قد وجدوا أنّ أحمالهم أصبحت أخف لأنّهم اُختبروا محبّة المسيح من خلال رقة قلب المؤمنين الآخرين ! لا يوجد هناك حاجة إلى إظهار العواطف الكاذبة , ولكن محبة المسيح الرجولية تظهر باللطف والرحمة أحدنا نحو الآخر .
ولكن نحن نعظ بأمرٍ أصعب من ان نبكي مع الباكين فقط – وإنّما أنْ نفرح مع أولئك الذين بُورِكوا فرديّا . اذا " كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ " (عدد 26) , هل نستطيع أنْ نشكر الله وأنْ نفرح مع أخٍ عندما تستجاب صلواته وأمّا صلواتنا , كما يبدو , فلا ؟ وإنْ كانت خدمته مباركة ونحن , كما يبدو , نكدح دون فائدة . هل ندرك عندها أيضاً الوحدة التي في جسد المسيح حيث نشعر بأنّنا نحن أيضاً أُكرِمنا لأنّ عضو آخر قد أُكرم ؟
(ب) نافع للمسيح ."أَمَّا أَنْتُمْ (الجماعة ) فَجَسَدُ الْمَسِيحِ " ( 1كو12: 27) .
هل فقدنا الرؤيا عما يمكن للإجتماع المحلي أنْ يكون , ككائن الذي من خلاله يستطيع المسيح أنْ يعبّر عن ذاته ؟ إنْ كان إجتماعنا جسد سليم , كل عضو يتغذى ويسيطر عليه من قبل الروح الواحد , يمارس مواهبه العديدة المباركة كل فعّاليّاته متطابقة مع خطط السيد , كل أعماله تحت الرّقابة الإلهّية ("وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ ") . ألا يكون هذا جسداً رائعاً يُسعد الرب مُستخدماً إيّاه لبركة من حولنا ؟ لقد كانت طلبة بولس لأهل فيلبي بأنْ " تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ " (في1: 27) . الفكرة هنا أنّ خدمة الكنيسة للمسيح يجب أنْ تُظْهِر الوحدة في أعمالها المختلفة وكأنّها معمولة بنفس واحدة .
بدل أنْ ننوح لِقِلَّة الذين يرتفعون إلى هذه المستويات , دعْ كلّ واحد منّا " الذين نحمل الراس " يعزم على أنْ يكون , على الأقل , قناه "لتغذية " الجسد , علّنا ننمو سويّةً نحو ذاك .