الحياة الأبديّة
بالعهد الجديد باللّغة اليونانيّة , هناك ثلاثة كلمات تُترجم بلكة أبدّة : aidios , سرمديّة ( رو 1 : 20 ) , و aion والّتي تترجم دُهور ( أف 3 : 11 ؛ 1 تيم 1 : 17 ) و aionios المترجمة أبديّة والّتي ذكرت أكثر من 67 مرّة في الكتاب وقد إستعملت بالإضافة الى :
مع مرّة مع مرّة مع مره
الله 1 المجد 2 المجد , ثقل 1
المسكونه 1 بيت سماوي 1 مملكة 1
قوّة 1 روح 1 أمور غير مرئيه 1
مصالحة 1 عهد 1 إنجيل 1
ورثة 1 حياة 44 فداء 1
خلاص 1 عذاب 1 خراب 1
نار 3 دينونة 1 عقاب 1
الكلمات اليونانيّة الأربعة المترجمة حياة هي : bios,peneuma,psuche ,zoe , إنّ كلمة zoe, والمرتبطة بشكل ثابت مع كلمة aionios تترجم " حياة " أكثر من 133 مرّة , فهي تشير الى الحياة كمبدأ , الحياة بالمفهوم المطلق . إنّ إنجيل ورسائل الرّسول يوحنّا مليئة بالإرشادات المتعلّقة بالحياة الأبديّة , ومنها نستطيع أن تعلّم مبدئيّاً ( يو 20 : 31 ؛ 1 يو 5 : 13 ) عن إستعماله لثلاث مصطلحات لوصف الحياة من أوجه مختلفة :
1) " الحياة " ( zoe he ) الحياة بصفتها الحياة الصّحيحة .
2) " حياة أبديّة " ( zoe aionios) .
3) الحياة ألأبديّة " ( ( he zoe aionios
بالعلاقة نع المصطلحات السّابقة , علينا ملاحظة أربع مصطلحات أُخَر :
4) " يحيا " (zao ) , ( يو 5 : 25 ؛ 6 : 57 ؛ 11 : 25 ؛ 14 : 19 ؛ 1 يو 4 : 9 )
5) "يحيا الى الأبد " (zao eis ton aiona ) , ( يو 6 : 15 , 58 ) .
6) " لتكون لهم حياة " (exein zoen ) ( 10 : 10 ؛ 20 : 31 ؛ 1 يو 5 : 12 )
7) " لتكون لهم حياة أبديّة " ( exein zoen aionios) , ( يو 3 : 15 , 36 ؛ 5 : 24 ؛ 6 : 40 , 47 , 74 ؛ 1 يو 5 : 13 )
الحياة الأبديّة بكونها حياةً إلهيّةً , تختلف عن حياة الملائكة , النّاس , الطّيور والأسماك . لذلك فهي غير مخلوقة , بدون بداية أو نهاية وغير متغيّرة . كتب أحدهم مرّةً : " إنّ هذه الحياة ليست مجرّد مبدأ قوّة أو حركة , بل إنّها مرتبطة بأمور تفيح منها " كالقداسة والبر" , وبرفض الإنسان لهذه الحياة , يتجنّب حياة الله فيسقط ( أف 4 : 18 ) لهذا قيل عن الإنسان " لا يوجد حياة فيه " ( يو 6 : 53 ) , فهو " ميّت بالذّنوب والخطايا " ( أف 2 : 1 ) وفي حالة بقائه بعدم الإيمان فهو " لن يرى الحياة " ( يو 3 : 36 ) . نورد بعض الإقتباسات الكتابيّة تحت عدد من المجموعات بهدف ملاحظة الحقائق المختلفة المهمّة المتعلّقة بموضوع الحياة الأبديّة :
1) إنّها موجودة قبل بداية العالم
"اللهِ الْحَيِّ " ( 1 تيم 4 : 10 )
"الآبُ الْحَيُّ " ( يو 6 : 57 )
" الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ " ( 5 : 26 )
" أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ " ( 5 : 26 )
" بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ " ( 1 يو 1 : 2 )
" فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ " ( يو 1 : 4 )
"أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء " ( يو 6 : 51 )
"الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ..قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ " ( تيطس 1 : 2 )
2) ذُكِرَت في أزمنة العهد القديم
" وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ " ( تث 33 : 27 )
" حَيَاةٍ إِلَى الأَبَدِ " ( مز 133 : 3 )
"الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ " ( دا 12 :2 )
لقد وهبوا الحياة الرّوحية عندما آمنوا بشكل فردي , ولكنّهم لا يعرفون شيئاً عن الحياة الجديدة والبنوّة كما وهبت لنا في العهد الجديد .
3) أُظهرَت الحياة بالكامل بمجيء الإبن لعالم
" بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا " ( 1 يو 1 : 2 )
"الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ " ( 5 : 11 )
" وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ " ( يو 1 : 4 )
" كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ " ( 6 : 68)
4) الإبن هو الواسطة الوحيدة لنوالها
"لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ " ( يو 6 : 33 )
" أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ.. أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ.. أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ " ( 6 : 35 , 48 , 51 )
" أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ " ( 10 : 10 )
"وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ " ( 10 : 28 )
"إِذْ أَعْطَيْتَهُ .. لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً " ( 17 : 2 )
"الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ " ( 5 : 21 )
" وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحاً مُحْيِياً " ( 1 كو 15 : 45 )
"ولاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ " ( يو 5 : 40 )
5) كيف يتأتّى لها أن تكون أمراً حاضراً
" إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ " ( يو 3 : 3 , 7 )
"«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ ..لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " ( 3 : 14 , 15 )
"لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " ( 3 : 16 )
"اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ " ( 3 : 36 )
" فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وَتَعَلَّمَ يُقْبِلُ إِلَيَّ " ( 6 : 45 )
" وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. " ( 20 : 31 )
" هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. " ( رو 6 : 23 )
"مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ " ( 1 يو 5 : 12 )
6) الوجهة المستقبليّة للحياة البديّة
"فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ " ( يو 5 : 29 ) .
"مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هَذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " ( يو 12 : 25 ) .
" عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ " ( تيطس 1 :2 )
" وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ " ( 3 : 7 )
" مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ " ( يهوذا 21 )
7) عدم فهم متعلّق بها
"فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً " ( يو 5 : 39 )
" أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» " ( مر 10 : 17 )
" لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ " ( غل 3 : 21 )
8) البديل الفظيع لهذه الحياة
"اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ " " ( مت 25 : 40)
"فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ " ( مت 25 : 46 )
" يَهْلِكَ " ( يو 3 : 16 )
" وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ». " ( يو 3 : 36 )
" مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ " ( 1 يو 3 : 14 )
" الَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ " ( يو 3 : 18 )
9) كيفيّة وصفها في مثل الإبن الضّال ( لو 15 : 11 – 32 )
الهالك |
المخلّص |
في بلد بعيدة بذّر أمواله أنفق الكل إحتاج جوعان لخروب الخنازير أهلك ميّت |
في بيت الآب عمل رحمة مع أصدقائه الحلّة , الخاتم والحذاء يفضل عنهم الخبز شبعان سعادة وفرح عاش |
نستطيع الإستنتاج من ذلك , أنّ الحياة الأبديّة معدّة للتّائب , والمغفورة خطاياهُ وتتضمّن أيضاًَ علاقة مع الآب , وقربه إليه . هذا يعني أن تكون في مركز الإبن , وصاحب حقوق , إختبار الشّركة معه والرّضى الكامل , السّلام والفرح المطلق . كل هذا يبدأ هنا والآن و ويستمر الى الأبد .إنّ أكثر التّعاريف للحاة الأبديّة تلك الّتي أعطاها الرب يسوع نفسه "وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ " ( يو 17 : 3 ) , ليس هذا تعريفاً بالمعنى العادي للكلمة , بل هو وصف المسيح الخاص للحياة الأبديّة ويكشف عن مفهومها لديه.
إنّها معرفة الله ومسيحه , إنّها أكثر من مجرّد معرفة عقليّة . إنّها معرفة أخلاقيّة إنّها شركة , علاقة , إذا جاز التّعبير , بين شخصيّة وأُخرى , تناغم داخلي _ إختبار أفكار متشابهة , مشاعر , أهداف , دوافع ورغبات تغيير عميق لمشاعر القلب واُختباراته . إنّه إحضار شخص الإنسان بالكامل الى علاقه صحيحة مع الله
إنّها علاقه شخصيّة , أخلاقيّة , تربط الإثنين سويّةً برباط لا ينفصم على الإطلاق .