كنيسة ثياتيرا
المقدّمة
لا يبدو مستهجناً , عند تسيّد العالم على الكنيسة , أن تزداد حالة
الكنيسة المعترفة سوءاً . فهناك إبتعاد عن الطريق البسيط المؤدي للمسيح
– هذا يعني هبوطاً سريعاً نحو الخراب والدّمار . هذا هو الأمر مع هذه
الكنيسة . تعبّر هذه الرّسائل عن أحوال كنائس موجودة فعليّاً . إن هذه
الحالات السّبع موجودة أيضاً حتى اليوم على الأرض . لقد تغلغل الخراب
الى الكنيسة عندما تسيّد قسطنطين الكنيسة واعتبر المسيحية دين الدولة
الرومانيّة ( رغم أنه هو نفسه لم يعتمد حتى آخر أيّامه ) وهذا واضح
جدّاً أمامنا في هذه الرّسالة .
المدينة والكنيسة
ثاتيرا هي المدينة الرابعة التي حمل لها الرسول , رسائل المسيح للكنائس
في آسيّا الصغرى . تبعد 64 كم جنوب شرق برغامس , وكانت ذات مرّة مدينة
– حامية جنود . كانت , في أيام يوحنا , مركزاً صناعيّاً وتجاريّاً
متطوّرا جدّاً . أحد أهم ملامح هذه المدينة هو مجموعة من الإتّحادات
التي نظّمت التّجارة على أنواعها : عمّال الصوف , الخبّازين وتجّار
العبيد . لا يستطيع أي فرد العمل بالتّجارة ضمن هذه الاتحادات دون أن
يكون عضوا . لكل إتحاد كهذا كان إله – شفيع . لقد تضمّنت إجتماعاتهم
عبادة هذا الاله , السكر والعربدة . هكذا حال العالم القديم عامّة ,
حيث كان إتحاد متداخل بين التسيّب الاخلاقي والزنى . يعتبر صبغ الثياب
أحد الصناعات المتقدّمة في المدينة وخصوصاً باللون الارجواني المستخرج
من جذور نباتات معيّنة . لقد كانت ليديا – التي من ثياتيرا – " بائعة
إرجوان " ( أع 16 : 14 ) وقد تجدّدت في فيليبي ومن الجائز أن تكون قد
رجعت الى بلدها مع الإنجيل , أو أن هذه الكنيسة قد زرعت من خلال خدمة
بولس في آسيا والتي إستغرقت سنتين ( أع 19 : 10 ) . ولكن في الواقع لا
نعلم بالضّبط كيف بدأت هذه الكنيسة المسيحية بهذه المدينة .
وصف الكنيسة
لقد إستهلّت كل رسالة بوصف للمسيح في المجد , كما رآه يوحنّا في رؤياه
( إص 1 : 9 – 20 ) كالمتمشّي بين المنائر. إن الاوصاف المنبّر عنها بكل
رسالة هي الأكثر ملائمة للوضع في الكنيسة المعنون لها , وللموضوع المهم
الذي بكل رسالة . إن أهم موضوع يشدد عليه الرب المقام في هذه الرّسالة
هو القداسة . لذلك يستعمل لقب " إبن الله " ( لقب فريد يستعمل هنا فقط
بسفر الرؤيا ) , وبصفته هذه له الحق بكل ألأعمال الإلهيّة ( الخلق ,
الخلاص والدينونة ) .إن لكنيسة ثياتيرا شأنا مع رب كهذا !! وكذلك نحن
!!
توصف عيني الرب كلهيب نار رجلاه مثل النحاس النقي . تشير هذه الصفات
الى معرفته الكليّة وقدرته الكليّة . لا شيء على الاطلاق مخفي عن عينيه
الفاحصتين , فهي تخترق
أكثر الأعماق الدّفينة في الشخصيّة البشريّة . لا يستطيع أي قناع أن
يصمد أمام نظراته
الثّاقبة وهو يسير في سبل الدينونة . إن الله يعي بالكامل كل أفكارنا
ودوافعنا , وهو أيضاً كلي القدرة لتنفيذ قضائه . بمثل هذا التوجّه
المخيف سيدين شعبه . إن ما ذكره في الاعداد 22 – 23 يوضح هذه الحقيقة
لكل واحد , فهو لا يستطيع إلا أن يدين الخطيّة أينما وجدت .
تحليل ( وضع ) الكنيسة (عد 19 – 25 )
إن اكثر الكلمات المميزة المستخدمة بكل الرسائل السّبعة هي " أنا عارف
" – يقولها ذاك كلي المعرفة . إنها تضمن التحليل الصّحيح للحالة
الروحيّة لكل كنيسة . لقد كانت كنيسة ثياتيرا مهدّدة من الدّاخل
بالتّعليم الكاذب . يكشف المسيح عن الوضع بوضوح تام . ومع ذلك , فهو
يقترح ( أمور للاصلاح) قبل أن يدين . يجب أن نهتم بمدح الآخرين أولا
قبل أن ننتقدهم . ذكر عدة نقاط لصالحهم : أعمال , محبّة , خدمة , إيمان
وصبر . لقد كانوا فعّالين أكثر من أي كنيسة سابقة . وجد الرب ثلاث
ميزات نتيجة تحليل هذه الكنيسة :
1) الأمانة في الخدمة العمليّة
تميّزت ثياتيرا بالاعمال الحسنة النابعة من محبة الله والآخرين . لقد
أثمرت محبّتهم خدمة . أنتج إيمانهم كثيرا بالمثابرة . لقد عملوا سابقاً
وما زالوا يعملون حتى الآن , بل أن أعمالهم الأخيرة قد فاقت تلك ألأولى
عكس وضع أهل أفسس ( رؤ 2 : 5 ) . تنامت أعمال كنيسة ثياتيرا مع مرور
الوقت . كانت كنيسة – مثال . إن الرب يسوع ما زال يقدّر الخدمة
العمليّة والصبورة للآخرين والتي نبعها الأمانة له . إن التشديد ( وهذا
صحيح ) على أن الخلاص ليس بالأعمال الحسنة , يجب ألا يمنعنا من
الانتباه للحق الكتابي ( والمساوي له ) أن الخلاص في أعمال حسنة قد
أعدّها الله لكي نسلك فيها .
2) الخراب بسبب التعاليم المغلوطة
تعتبر كلمة " لكن " خطيرة جداً ( بعدد 20 ) فهي تشير الى العكس الكامل
للمديح الذي قاله الرب يسوع من قبل . لقد تضخّمت مشاكل برغامس في
ثياتيرا . لقد تساهلوا مع المرأة " إيزابيل " التي علّمت وتنبّأت بينهم
. لربما كان هناك إنسانة حقيقية التي تبنّت مبدأ الدمار المتساهل . لقد
أطلقت على نفسها لقب النبيّة , مدّعية الحق بالتكلّم باسم الله , ولكن
عكس حنّة وبنات فيليبس الأربعة , فقد كانت نبيّة كاذبة . لقد أظهرت
صفات إيزابيل الشريرة من العهد القديم التي رعت عبادة الأوثان في
إسرائيل وتاريخها مليء بالإرشادات. فهي كانت القوة الشريرة من وراء عرش
آخاب الخائن . فقد كانت ذات ضمير موسوم غير مكترثة بوصايا ألله : ماذا
يهم لو ركعت لبعل ؟! أو إذا لفّقت تهمة بهتاناً ؟! أو قتلت ؟! أو إذا
سرقت حقل نابوت اليزرعيلي ؟! لربّما تفنّنت بطلاء وجهها ولكنها لم
تتحفّظ لقلبها ! لقد كان لفعّاليّاتها تأثير مدمّر . إن التعليم
الصّحيح هو أكثر من مجرّد توصيل معلومات فهو يغيّر شخصيّاتنا ( أو
يغيّرنا ) . لذلك , فالتعليم الكاذب , في الواقع يشوّه ويدمّر
شخصيّاتنا . لقد أقنعت هذه النبيّة المؤمنين أن يمارسوا الخطايا
الجنسيّة ويأكلوا ما ذبح للأوثان . لقد تم هذا بتشجيعها بالمشاركة
الفعّاله بإحتفالات إتحادات التجارة والتي إدّعت أن المسكونين بالروح
القدس أحرارا من القيود الأخلاقيّة , ولذ بمقدورهم العيش حسب أهواء
الجسد . إن غضب الرب من تعليمها ظاهر من خلال وصفها ومن خلال توجّهه
للشعب الذين تم إغرائهم فيدعوهم : " عبيدي " , فهم تابعين له , مقتنين
بدمه . فهم مديونون له بولاء دون مهادنه . كانت تعمل إيزابيل كي يخونوا
الرب وينكثوا بوعدهم . لقد كان مصدر تعليمها الشيطان . إن تجنّب
الإتحادات المهنية كان مكلّفا , وهذا يعني فقدان المعيشة رأس المال أو
الوظيفة . هذا هو الثمن الذي توجّب على المسيحيين الأمناء أن يدفعوه إذ
رفضوا تعاليم النبية الكذابة . مازال الرب يطلب القداسة والإنفصال من
شعبه حتى اليوم . فالقداسة تليق ببيت الله . إن عدم إتباع أسلوب الحياة
العصري بأشكاله المتعددة من أصنام , وممارسات لا أخلاقية يبقى مكلّفاً
. لقد كان هناك بقيّة أمينة في تلك الكنيسة, لم يلق عليهم الرب أي عبء
آخر أكثر من أن يتمسّكوا بما عندهم حتى مجيئه ( عد 25 ) أي أن يبتعدوا
عن التعاليم الشيطانية الخادعة . كان على أولئك الأمناء أن يصمدوا
ويتمسكوا بما عندهم , يخدموا ألآخرين ويقاوموا التعاليم الكاذبة الى
مجيء الرب . نحن يجب أن نثمن الحق اليوم ونمارسه ما دمنا ننتظر عودته
الوشيكة .
3) كره التعاليم الكاذبة والحياة الفاسدة
تثير التعاليم الكاذبة غضب الرب يسوع المقدّس . لقد عبر عن غضبه الكامل
على إيزابيل وجميع أتباعها متوعداً إّياهم بالدينونة . لقد أعطيت
النبية فرصة لتتوب . ربما كان هذا من خلال خدمة الرسول يوحنا . لقد
تعمّدت رفض التوبة . لقد أطلق الرب على الدينونة إسم " ضيقة عظيمة
ستأتي عليها " . قد يكون هذا سرير موتها . وكل من إرتبط بها مهدد بضيق
أعظم إن لم يتب . ليس هنا الكلام عن الضيقة العظيمة الآتية على العالم
بل هي آلام وأوجاع . تعني كلمة " أولادها " هم الأكثر إلتصاقا بها من
أتباعها فلهم حكم الموت , ربما بمرض قاتل . عادة ما نظن في أيّامنا هذه
أن الرب متساهل . هذه الفقرة تذكرنا أن الرب ملزم بالتحرّك ضد تصرّفات
تنجّس قداسته الكليّة . إن مصير نظيرتها ( الحاليّة) أكيد وسوف ترفض من
الرجال , كما كان الحال مع إيزابيل الحقيقية . لقد جلست الزانية كملكة
على الأمم والشعوب , ولكن سيأتي يوم وسيبغضون هذه الزانية وسيجعلونها
خربة وعريانة , ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار : وَأَمَّا ٱلْعَشَرَةُ
ٱلْقُرُونُ ٱلَّتِي رَأَيْتَ عَلَى ٱلْوَحْشِ فَهَؤُلاَءِ سَيُبْغِضُونَ
ٱلزَّانِيَةَ، وَسَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً،
وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ" (رؤ17 :16 ) .
مما لا شك فيه أن هذا حدث في الأيام اللاحقة للإصلاح البروتستانتي .
فإن قوة روما وأتباعها تأذّت كثيراً عندما طرحت في فراش مرضها , وبضيقة
عظيمة . إن للتاريخ خاصيّة إعادة نفسه : إن نفس الأسباب لا بد وأن تفرز
نفس النّتائج .ترمز الضيقة العظيمة هنا لتلك التي ستعبر فيها المسيحية
الخائنة ولكن بمقدار أعظم من هذا بكثير : " هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي
فِرَاشٍ، وَٱلَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ
كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ " (رؤ2 :22 ) . يا ليت
نتعلم تاريخ عتليا إبنة إيزابيل وحفيدها آحاز !! والذي يرمز لتاريخ
إسرائيل المستقبلي . إن " ضيقة عظيمة " المذكورة هنا تختلف عن الضيقة
العظيمة والتي لم تأتي بعد والذي سيكون مركزها إسرائيل , مع أن كل
العالم سوف يتأثّر بها : " فَقُلْتُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَنْتَ
تَعْلَمُٱ. فَقَالَ لِي: «هَؤُلاَءِ هُمُ ٱلَّذِينَ أَتُوا مِنَ
ٱلضِّيقَةِ ٱلْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوهَا
فِي دَمِ ٱلْحَمَلِ " (رؤ7 :14 ) . ولكن في كلا الحالتين فإن الجهاز
الديني وكل من إرتبط به برباط غير أخلاقي لا بد وأن يدخلوا نار
الدينونة بقوّة . إن الله صبور والدينونة هي عمله الغريب . لقد أعطاها
الرب فرصة جديدة : " وَأَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ
زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ " (رؤ2 :21 ) إن الزنى الروحي هو الإتّحاد غير
القانوني للكنيسة مع العالم . إن الكنيسة المتّكلة على المسيح لا تعطي
أحشائها للعالم , ولكن المسيحية المعترفة فعلت هذا . إن الكنيسة
الإسمية والعالم متحدين دون إنفصام وأي محاولة للفصل بينهما هو أمر
مستحيل . نقرأ هنا تحذيراً خطيراً : تهديد بمرض وموت سيعم كل
المتورّطين معها دون ريب . وهذا سيكون درساً لكل المراقبين : كل
الكنائس ستعرف أن الرب هو فاحص الكلى والقلوب – ذو العينين كلهيب نار.
فهي لا تريد التوبة ( عد 21 ) عن زناها . ليس لديها أي خجل من
تصرّفاتها أو عدم أمانتها للمسيح , لذلك دينونتها حتميّة – دينونة
تتلائم مع الذنب الفردي : " سأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله " ( 2 : 23
) .
مصير الغالبين – عد 26 – 29
تضم هذه الرسالة وعد الرب للمؤمن الأمين, كما في كل الرسائل السابقة .
إن الغالب ليس هو ذلك المؤمن العضو في طبقة معيّنة من المسيحيين
المتميّزين بروحيّتهم وقوّتهم . يصف الرب الغالبين هنا هم أولئك الذين
يحفظون أعمال المسيح للنهاية . ينبر هذا على أهميّة المثابرة . ليست
حياة المؤمن معركة واحدة , بل حرب طويلة . إن جزاء الغالبين هنا هو :
1) مشاركة الرب يسوع ملكه الأبدي على الأمم في مجيئه الألفي كالملك –
الراعي .
2) سيضمن لهم " كوكب الصّبح " . هذا يعني حضور الرب شخصياً – عند مجيئه
– لإختطاف كنيسته . يصف الرب نفسه بكونه كوكب الصبح المنير لاحقاً ( رؤ
22 : 16 ) .
لا يوجد تشجيع أعظم من التأكّد من الشركة العتيدة مع المسيح في المجد
!!
إن صبر الله هو الذي يفسّر إستمرار الإضطهاد الغامض للأتقياء الحقيقيين
على يد العالم الدّيني ( أ،ظر لو 18 : 1 – 7 ) . إن التّاريخ الطويل
للعصور الوسطى المظلم , عندما كانت المسيحية في غياهب الظّلام , هي
قصّة عادة ما تسرد . إن آلام شعب الله الحقيقي بيد المعترفين الإسميين
هو وصمة عار لا يمكن محيها من التّاريخ الكنسي . لقد كان هناك بعض
الأمناء في ثياتيرا والذين ليس لهم هذا التّعليم ولم يعرفوا أعماق
الشّيطان , كما يقولون ( 2 : 24 ) . على الرغم من أن الباقين في
ثياتيرا كانت بقية صغيرة ولكن العيون الفاحصة إستطاعت أن تلاحظهم ( 2 :
24 ) . لقد قدّر مقدار الضغوط الرازحين تحتها وعدم إستطاعتهم الإحتمال
المزيد , فهم لم يقعوا بفخ إبليس وخططه ولكن حتى متى سيستمر ذلك ؟
إن الرب لن يسمح لحملهم أن يتزايد ولكنه شجّعهم أن يتمسّكوا بما عندهم
حتى رجوعه ( 2 : 25 ) . لقد إضطهدوا بيد إيزابيل وأمثالها , كما كان
الأمر مع أنبياء الله ( 1 مل 18 : 13 وإص 19 ) . لقد كانوا ضحايا لرجال
أمثال : ديوتريفس , هيمنايس , فيليتس , ينيس ويمبريس . لقد سيق المؤنين
الفقراء والاتقياء بيد رجال ذوي مناصب كنسية طنانة لابسي الثياب
الخادعة . لسنا بحاجة الى أي برهان لمدى عدائية الكنائس العالمية
الإسميّة للإيمان الصحيح . إن الله يرفض مثل هذه الأمور فيطلب " البقية
" ( الصغيرة ) ويحثّهم على التمسّك بما عندهم حتى مجيئه لأن الذي يحفظ
أعماله حتى النهاية سيخلص ( 2 : 26 ) . المطلوب من هذه البقيّة رفض
التخلّي عن الإيمان المسلّم للقديسين أو الإستسلام . إن ظهور الرب
سيوقف الضغوط ويضع المور في نصابها وحدّاً للإضطهاد . لقد وعد الآتي أن
يعطيهم سلطاناً على الأمم ( وهو أكثر أمر إشتهته المسيحية الإسميّة
وسعت إليه بكل جوارحها ) . لقد وعد صاحب السلطان أن يسحب من المعترفين
ذاك السلطان ويعطى لأحبّائه ( قارن مز 2 :
9 , مز 11 , رؤ 19 : 14 ) . فإن نجمة الصبح ستشرق في الظلام قبل سقوط
الليل الدامس . هذا هو النّصيب الخاص بالكنيسة الذي سوف تتمتّع به ( 2
بط 1 : 19 وكذلك رؤ 22 : 16 ) وسيتم هذا بذلك اليوم عندما نرجع معه "
لنملك على الأرض " ولكن يجب اوّلا أن نذهب الى بيت الآب ( يو 14 : 3 )
سينير ذلك الكوكب في الظلام ( السماويات ) حيث نتوقّع مخلّص ليأخذنا
إليه قبل ساعة الظلمة الآتية الى العالم . إن كلمة " يرعاهم " ( عد 27
) تعني ان السيّد عندما يحكم سيملك قلب الراعي وقضيب من حديد . لقد فشل
الإنسان بمثل هذه المهمة – الجمع بين الصفتين المتناقضتين بالحكم ,
فإما أن يكون حاكما قاسياً بدون أي رحمة أو رحوم , فيتّصف حكمه بالضّعف
. سيمتزجان هاتين الصفتين معاً بفرح , بالحاكم الكامل .
على ضؤ كل ذلك , دعونا نحفظ التعاليم كما سلّمها لنا بولس الرسول ( 1
كو 11 : 2 ) متمسّكين بالتّعاليم التي تعلّمناها سواء كان بالكلام أو
بالرسائل الرسوليّة ( 2 تس 2 : 15 ) تعليم " الإيمان المسلّم مرّة (
واحدة) للقديسين " ( يهوذا 3 ) .