رسائل توصية
الطّريقة الّتي تم فيها إستعمال مثل هذه الرّسائل تظهر في الأمثلة الثّمانية التّالية :
رسالة تثبيت (2 كو 3 : 1 – 6 ؛ 13 : 1 – 6) . تظهر قوّة بولس , بكل أدب , عندما إستجاب لطلب مؤمني كورنثس الى رسالة تثبت وضعهُ . لقد كان هؤلاء المؤمنين أنفسهم رسالة حيّة – والّتي بها الكفاية ! هل يحتاج الأب للتّوصية عند أولاده ؟ لقد كان هم بولس الوحيد هو الدّفاع عن مجد الله . كيف نتصرّف عندما يهان ذلك المجد ؟
رسالة دفاع ( أع 15 : 23 – 27 ) . يا له من تناقض ! يعلن هنا رسميّاً عن كفاءة بولس ورفقائه كالمدافعين عن الحق . ( أنظر أيضاً : 1 كو 16 : 3 ) .
رسالة تعزية ( أف 6 : 21 – 22 ) ذكر بولس تيخيكس الأخ الحبيب عندما أرسله للإخوة في أفسس . وذلك لمعرفته أنّ العلاقة الشّخصيَّة والشّركة مع هذا الأخ سوف تقوّي المؤمنين في كل المنطقة . هل نهتم لحاجات الّذين نزورهم عادةً ؟
رسالة إهتمام ( كو 4 : 7 – 9 ) لقد تمّ التّشديد على تكريس تيخيكس – لقد كان رفيق السّلاسل . تمنّى بولس التّواصل مع أهل كولوسي . دعنا نقبل بعضنا بعضاً بروح متشابه من السّعادة والتّعزية المتبادلة .
رسالة إعتراف ( فل 10 – 21 ) يصف الرّسول هنا تجدّد أُنسيموس ( إسم ومعناه نافع ) . اآ\لآن , وبندامة , يرجع هذا العبد غير النّافع لأن
يكون إسماً على مسمّى . إنّ رسالة التّوصية ليست مجرّد تقديم لعشاء
الرّب , ولكن لشركة مفرحة بكل عبادة وعمل الإجتماع المحلّي والّتي تأتي بالنّفع للجّميع , أعداد 14 – 15 .
رسالة إقناع ( أع 18 : 27 ) ساعد أكيلا وبرسكيلا أبولس في أفسس وحضّوا التّلاميذ في أخائيّة على قبوله لكونه نافعاً لهم . فكما تساعد أبولُّس , ساعد هو أيضاً . " ألأعوان " (1 كو 12 : 28 ) , وليس "الصّادِّين " ( غل 5 : 7 ) , هم ذوي المواهب الإلهيّة .
رسالة إعتبار ( رو 16 : 1 , 2 ) يعتبر حنو فيبي لإعتنائها بالتّلاميذ أعظم مثال لخدمة الأخوات الصّامتة في الرّب . كان على قدّيسي أهل رومية ألإعتناء بها كما فعلت هي لآخرين .
رسالة تحيّات ( 3 يو 12 ) لقد إستحقّ ديمتريوس هذا الثّناء لثباته . أنظر ( في 2 : 25 – 30 ) . في كلمات أُخرى , إعطاء المدح حيث تمجّد الرب . وواضح أنّ " \لْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ \للهِ " ( 1 كو 4 : 5 ) .
ملاحظات إضافيّة
لا تحتوي كورنثس الثّانية على مرجع مباشر " لرسالة توصية " (1 : 3 ) فقط , وإنّما قسمين كبيرين منها , هما مثالين لرسائل توصية . سافر بولس الى كورنثوس من أفسس بعد أن مرّ على ترواس (2 : 12 ) , ومكدونيّة ( 7 : 5 ) . وفي مكدونيّة أحضر تيطس الى بولس الأخبار السّارَّة بتوبة أهل كورنثس , بعد قرائتهم للرِّسالة الأولى . يقبل معظم
أهل كورنثس الآن بولس كرسول , ولكن مازال البعض متمرِّداً . خصّ الرّوح القدس لكل فئة رسالة توصية بخصوص بولس .
تتكوّن الرّسالة الأولى من الإصحاحات 3-6 , وكتبت الى الأكثريّة الّتي قبلت بولس . يستعمل الضّمير " نحن " على طول الرّسالة , مع تقفّي أثر العبد الرّسولي بالتّفصيل . تتبّع الرّسالة نمط خدمة الرّسول , بعيداً عن الأشكال الجّاهزة للرّسائل , إص 3 , الآنية الّتي إستخدمها الرب لتتميم هذه الخدمة , إص 4 , الرّجاء والغيرة الإنجيليّة للخادم , إص 5 , ووصف لشخصيّة الخادم بتفصيل بانفصاله الدّائم عن الظّلمة وعدم الإيمان , إص 6 . على ضوء مثال كهذا , كيف يستطيع الإخوة البقاء في شك تجاه ما كتب , عندما نواجَه بمهمّة مفرحة كهذه لأخ أو لأُخت ؟
تتكوّن الرّسالة الثّانية من الإصحاحات 10 – 13 , وهي مكتوبة للأقليّة الّتي ما زالت ترفض قبول بولس . تميّزت بإستعمال الضّمير " أنا " , مشدّداً الرُّوح القدس على خدمة الرّسول . نرى الدّوافع وسياسة الرّسول , إص 10 , آلامه وخططه المستقبليّة , إص 11 و 12 , بينما في إص 13 الدّليل الأخير للرّسالة يظهر من خلال العمل المنجز في كورنثس . رسائل من هذا النُّوع تأتي بالمجد للرب , ومن المُسِر قرائتها جهوريّاً في الإجتماع الّذي يتسلَّمها .