العُمّاد
لقد أعطى الرب يسوع المسيح لكنيسته وصيّتين فقط : العمّاد وعشاء الرّب . أضافت بعض الكنائس خمس وصايا أُخَر ( التّثْبيت , التّكْفير , مسح المرضى المتطرّف , الوصايا المقدّسة والزّواج ) دون أي سند من الكتب . إنّنا نُشدّد على الأخيره ليس لأنّها تخُص النّظام الكنسي بل لكونها نظام الخليقه , وعلى الرّغم من ذلك ترفض تلك الكنائس الزّواج خارج " كنيستها " .
السّلطة الإلهيّة
إنّ وصِيّة الرب في الإرساليّة العظْمى واضحة , متّى 28 : 19 , 20 ؛ مرقس 16 : 15 , 16 ؛ التّلمذه , العمّاد والتّعليم , مهِمّة مترابطة , لا يجوز إستبعاد أحدها .
المُمارسة الرّسوليّة
هناك ذكر لوصيّة الرب الثّابتة بسفر أعمال الرّسل التي تبعت تفْويض يسوع المسيح للرّسل ؛ أُنظر خاصّة 2 : 41 ؛ 8 : 12 , 36 –38 ؛ 18 : 8 ( كيفيّة " عمل التّلاميذ " أنظر أعمال 14 : 21 ) لا يوجد هناك ذكر لمؤمنين غير متعمّدين في العهد الجديد على الإطلاق .
طاعة تامّة
كل المؤمنين بالرّب يسوع المسيح تعمّدوا وليس سواهم . بسبب الأوضاع الحاليّة
اليوم يُنْصَح عادةً إظهار برهان قاطع بأنّ الشّخص مُؤْمن حقيقي قبل عمّادِه . لقد تبرهن صحّة هذه الممارسة في العديد من الحقول المرْسليّة . القبول المتسرّع " لطالب الرّب " قد يُشكّل عائقاً جدّياً لمصلحته الرّوحيّه .
طريقة محدّدة
هذا واضح من :
معنى الكلمة – الترجمة الحرفيّة للكلمة اليونانيّة , وليس الترجمة العاديّة – من كلمة " papto " , يَبُلْ, يَغْمِس , لوقا 16 : 24 ؛ يوحنّا 13 : 26 ؛ رؤيا : 19 : 13 . " paptizo" , أحد مشتقّات الفعل , يعني الغمس بشكل كلّي أو التّغْطيس . لم تعني هذه الكلمة رش الماء أو صبّه – وكل المعاجم تعطي هذا المفهوم – إستعملها الكتاب بالمفهوم الصّحيح . ( أنظ أع 8: 38 , لاحظ بدقّه التّرتيب , يوحنا 3 : 23 ) .
المعنى الطّقسي – رومية 6 : 4 . يتطابق دفن وقيامة المؤمن مع المسيح – المتعلّق بالتّغْطيس والبُزوغ . رش بعض ذرّات التّراب على جثّه أحدهم , لا يجوز إعتباره دفن على الإطلاق .
مسألة صيغة
إنّ فعّاليّة متى 28 : 19 هو " إلى إنقضاء الدَّهر " , إنّ عدد 20 من الممارسة الرّسوليّه ( أعمال ) يُعطينا الصّيغة – الحقيقة المسجّلة بأنّهم عمّدوا المتجدّدين بحسب وصيّه الرب يسوع المسيح . حيثما إستُعْمِل حرف الجر " eis " يشير إلى " بالإرتباط مع " المسيح , 8: 16 ؛ 19 : 5 ؛ وبالضّرورة متعلّق بعقيدة متى 28 : 19 , لذا ليس هنا إختلاف . أخيراً , هناك معموديّه واحدة فقط , أف 4 : 5 ؛ لا يوجد هناك عدّة طرق , أو معموديّةٌ لليهود وأُخرى للأُمم , بحسب الكتب المقدّسة .
المضمون العقائدِيْ
التعليم الأساسي – المتعلّق بالمسيح . إنّ وقوف المؤمن أمام الله هو " في المسيح " , خليقة جديدة , 2 كو 5 : 17 , يَحْسِب له الله مشاركته موت , دفن وقيامة المسيح المرموز لهم بمياه المعموديّه . " الإنسان القديم " ( طبيعة آدم ) قد دين وحُكمَ عليهِ مع كل أعماله وتمّ تنفيذ الحكم في المسيح على الصّليب , ودُفِن - من وجه نظر الله - ويظهر المؤمن بكونه " إنساناً جديداً " مُقدّماً في مجال القيامة – حياة مع المسيح , أفسس 2 : 5 . لذلك فالمؤمن مسؤول من الآن وصاعداً للسّير " في جِدَّة الْحياة " , حاسباً نفسه كميّت عن الخطيّة وحيّاً للله رومية 6 : 3 –11 بخضوع المؤمن لطقس العُمّاد , يعترف علناً بقبوله لوجهة نظر الله هذه وعزم الإيمان العيش بحسب هذا الإيمان . من أجل تعليم إضافي في الوجهة العمليّة لهذا الحق , أنظر : أفسس 4 : 2 – 25 ؛ كولوسي 3 : 8 – 10 ؛ رومية 13 : 14 وإلخ ( في العمّاد نعلن عن موتنا مع المسيح , في عشاء الرب نعلن عن موت المسيح لأجلنا ) .
سوء فهم شائع
رش الأطفال
ليس فقط أنّ هذا ليس " عمّاداً " بل إنّه متعلّق بالهرطقة الهدّامة : " التّجديد بالمعموديّة " , والّتي تعلّم بأنّ الطّفل , بمجرّد عمّاده , يصبح " إبن لله" , " عضو في جسد المسيح " و" وارث ملكوت السّماوات " . هذا يقود النّاس إلى الثّقة بالطّقس بدل المسيح للخلاص .
2)معموديّة كل البيْت
تتضمّن هذه الهرطقة الفكرة بأنّ الأشخاص المتعمّدين يحضرون بهذا إلى مكان إمتيازات وبركة خاصّه , مقارنةً بالختان من الطّقس اليهودي . أمّا التّشبيه الصّحيح فهو : الولادة الطّبيعيّة تُقرّر القوميّه اليهوديّة وأتبعتها العلامة الواضحة التي تؤكّد هذه الحقيقة , هكذا أيضاً فالولادة الجديدة تقرّر مواطنة المؤمن السّماويّة , والمعموديّة العلامة الجهاريّة المتميّزه . ففي الحالتين , لم يُحصّل الطّقس أيّاً من الإمتيازات المرْجوّه – فالختان لا يصنع الإنسان يهوديّاً لأنّه مورِسَ من قبل شعوب أُخرى في الشَّرق ليسوا يهوداً , وكذلك العمّاد لا يعمل الإنسان مسيحيّاً , أع 8 : 13 ؛ 1 كو 10 : 1 – 6 ؛ أمثلة لعمّاد كل أهل البيت أُنظر أع 10 : 44 – 48 ؛ 16 : 14 , 15 ؛ 16 : 29 –34 ؛ 18 : 8 ؛ 1 كو 1 : 16 مع 16 : 15 . أولئك الرُّضّع المشمولين هم في مركز غير المبرّرين بالكامل , لاحظ أيضاً أع 16 : 32 , 34 وايضاً 18 : 8 . فإذا ما كانوا ناضجين كفاية " ليسمعوا الكلمة " , " يُؤمنوا " و " يفرحوا " , فهم ناضجين أيضاً للعمّاد .
تجاهل المعموديّه
هناك بعض الفرق التي تعلّم بعدم ضرورة معموديّه الماء , وأنّ معموديّة الرّوح هي هي وحدها الضّروريّه . لقد نسي أولئك بالتّأكيد أنّ الرب نفسه هو الّذي رسم هذا الطّقس . أُنظر أيضاً أع 10 : 45 – 47 , قبول الروح يعقُب معموديّة الماء .
عدم ضرورة إعادة العمّاد
يدّعي البعض , بعدم الحاجة لإعادة معموديّة بعض المتجدّدين الّذين سبق ورُشُّوا بالماء أو غُطِّسوا . أُنظر لذلك أع 19 : 4 , 5 - السُّؤال المثير : " فبماذا اُعْتمدْتُم ؟ " تُكمِل كلمات بولس تعاليم يوحنّا النّاقصة المخْتصَّه بالمسيح , والتي لم تتضمّن حقيقة موت وقيامة الرب وموهبة الرّوح القدس . والآن بعد إيمانهم بالإنجيل الكامل , إعتمد أُلئك الرّجال " على إسم الرب يسوع " .
آيات غير مفهومه
1) يوحنّا 3 : 5 . لم يرتبط العمّاد مع الولادة الجديدة في العهد الجديد على الإطلاق . يشير الرب إلى حزقيال 36 : 24 – 27 ؛ 37 : 1 – 14 ؛ كما يجب على نيقوديموس فهمها بكونه " معلّم إسْرائيل " .
2) أعمال 2 : 38 . إقْرأها فالتّشْديد على " التّوبة " وليس على " المعموديّه " بالمقارنة مع لوقا 24 : 47 .تبرز الدّعوة للتّوبة في الرّسالة لليهود , وذلك لأنّهم دُعِيوا لكي " يغيّروا فكرهم " من نحو الرب يسوع الذي صلبوه . في رسالة
مشابهة للأمم التّشديد هناك على الإيمان , أعمال 10 : 43 . التّوبة والإيمان هما وجْهَيْ عملة واحدة , أعمال 20 : 21 .
3) أعمال 22 : 16
الماء لا يستطيع غسل الخطايا , لقد أنكر شاؤول علناً حياته الماضية , وخصوصاً تلك التي عُمِلَت ضد المسيح .نفس الكلمة والفكرة تظهر في 1 كو 6 : 11 .
4) 1 كو 1 : 13 – 17 .
بتبشير بولس لكنيسة كورنثس , إمتنع عن عمل بعض الأُمور الشّرْعيّة بنفسهِ بل تركها للآخرين ( لمصلحة سامعيه ) . من الواضح أنّ بولس ترك موضوع العمّاد لغيره , فالمؤمنين ليسوا لبولس ولكن للمسيح , يوحنا 4 : 2 .
5) 1 كور 15 : 29 .
أحد الجّدالات المتضمّنه في الإصحاح المتعلّق بالحق عن القيامة – إذا لم يكن قيامة فإنّ طقس العمّاد يكون مجرّد عمل سخيف بالكامل – خدمة لصالح العديد من النّاس الأموات , الأموات روحيّاً الآن وجسديّاً بعد وقت قليل , دون أيّ رجاء بعد القبر . إنّ هذا يُبَرّر الإتّجاه المعبّر عنه في آخر عدد 32 . ( يطالب بعض المفسّرين للكتاب , بضرورة فهم هذا العدد بالرّجوع إلى المتجدّدين المعتمدين حديثاً . أولئك الّذين يبحثون , بكونهم جنود شباب متشجّعين يطالبون بتلهّف لأخذ مكانة المحاربين الذين يسقطون في ساحات الوغى – المؤمنين المضحّين . لقد إعتمدوا مكانهم , أو عوضاً عنهم . إذا لم يكن هناك قيامة , تشجيع كهذا يظهر بطلانه . لذلك هذا الخط من الجدال مرتبط مباشرة بالعدد التّالي ) .
6) 1 بط 3 : 20
إنّ فُلك نوح في العهد القديم والعمّاد في العهد الجديد هما صورتان لطريق الله للخلاص بالأيمان وحده – بالأتّكال التّام على المخلّص , كما فعل نوح بالإلتزام بالفلك وهكذا فقد ولد بأمان من خلال الدّينونة . لقد إنفصل نوح وعائلته عن العالم القديم وساروا نحو عالم جديد بمفاهيم عهد جديد .
معموديّات أُخرى
يجب تمييزها عن المعموديّه المسيحيّه التى ذكرناها سابقاً .
1) الطّقس التّطْهيري .
كلمة يونانية أُخرى تُسْتعمل (paptismos ) , مرقس 7 : 4 ؛ عب 6 : 2 ؛ 9 : 10 ولكن الفعل ( " paptizo" ) إستعمل في مرقس 7 : 4 ؛ لوقا 11 : 38 .
2) معموديّه يوحنّا .
كانت هذه معموديّة " للتّوبة " والإعتراف بالخطايا , متى 3 : 6 , 11 . قبل مجيء المسيّا والّذي من خلال سفك دمه فقط إمكانيّة لغُفران الخطايا – تكليف فريد , يوحنا 1 : 33 , وكما يبدو جديد في التّاريخ
3) عمّاد المسيح نفسه .
متّى 3 : 13 – 17 , والتي تعرّفه بكونه المسيّا الحقيقي . يوحنّا 1 : 31 –34 , مؤسّس دعوته أخيراً على الصّليب , 1 يو 5 : 6 .
4) معموديّة التّلاميذ .
يوحنا 3 : 22 , 26 ؛ مع 4 : 1, 2 . وهذا متعلّق بالإعتراف بيسوع أنّه
المسيح ولكن ليس كل التّلاميذ " ثبتوا " , 6 : 66 , ؛ 7 : 31 .
5) معموديّة الآلام
مرقس 10 : 38 , 39 ؛ لوقا 12 : 50 ؛ المختصّة في المسيح , الذي كان منغمساً بتجربة الصّليب العميقة , المغطّى بأمواج القضاء الإلهي يعاني في وسط شعبه - كمعاناة يعقوب ويوحنّا والتي هي من إمتيازات الشّركة مع المؤمن .
6) معموديّه الرّوح القدس
يوحنّا 1 : 33 , مرقس 1 : 8 , أعمال 1 : 5 , 1 كور 12 : 13 - تمّت في يوم الخمسين , أعمال 2 – إشتركوا المؤمنين في وحدة روحيّه – " كجسد " له قابليّه النّمو حتّى النُّضوج الكامل , أفسس 4 : 13 , 16 . بعد عمليّة التّجديد الأولى , لا يوجد هناك معموديّه الرّوح لاحقة أو ثانيةً بحسب الكتب .
7) معموديّة النّار
متّى 3 : 11 , لوقا 3 : 16 , ليست هي التي تمّت يوم الخمسين بل هي الدّينونه التي ستتم في المستقبل , كما تظهرها الأعداد السّابقة .
( لاحظ أن 5 , 6 , 7 كلُها تظهر إستعمال مجازي لكلمة " العمّاد " )
تلخيص موجز
العمّاد هو :
1) فعل خضوع – طاعة لوصِيّة الرب .
فعل إعتراف – بربوبيّة المسيح , رومية 10 : 9 ؛ غلاطية 3 : 27 , - إعتراف علني , كجندي الذي يلبس بزّه الجنديّه – حيث أنّ اللّباس لا يجعله جنديّاً ولكنها يبرهن على دعوتهِ .
فعل تعريف – ترمز لموت , دفن وقيامة مع المسيح , والسّير معه بخدمة الرب بجو جديد , " السّماويّات " , أفسس 2 : 6 .
فعل إعلان , بكونه يضع أمامنا رسالة الإنجيل من خلال " تتميم الكتب " , 1 كو 15 : 3, 4 .