كنيسة بيت ايل المحلية - حيفا



وحدانية الروح

 في أوّل أربعة إصحاحات من رسالة أفسس يناشدنا الرسول نحن المؤمنين بأنْ نسلك " كما يحق للدعوة " , التي دُعِينا إليها , مسيرة تتميّز  " بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْمَحَبَّةِ " (أف 4: 2 ) ومن أجل ذلك هناك ضرورة بأنْ نجتهد ( ليس كمجرّد مسعى بل بجعله شأننا الدّؤوب) " لحفظ وحدانيّة الروح رباط الكمال " . إن الوحدة تتواجد فقط حيثما نُقَيِّم أنفسنا تقْييماً صحيحا وندرك مدى قلّة شأننا وعيوبنا , والتذلّل المستمر الذي هو إنعكاس لتواضع المسيح . عندما , أيضاً , نمارس روح الخضوع المفرح لمشيئة الله التي تنتج إهتماماً بالآخرين حتى عندما نكون تحت الغضب , فإن " قوة الخضوع التي لا تُقهر " التي تعكس خضوع المسيح والتي تغلب الشر بالخير . لذلك تزداد طول الأناة التي تُصغي بصبر ,للأُمور غير المقبولة , وتواجِه خيبات الأمل بثبات . هكذا نستطيع أنْ نحتمِل أحدنا الآخر بمحبّة . هذا النّوع من التحمّل لا نتعلّمه بالمجاملات أو بالتّقلْقل , وإنّما يتميّز باللّمسة المقدّسة التي تربط المؤمنين سويّة بربط المحبّة المسيحيّة

الوحدة موجودة , وليس من واجبنا أن نعملها . الكنيسة هي واحدة . روح الله هو الذي صنعها هكذا . طالما حضور الروح القدس يمنح الكنيسة مكانتها لتكون هيكل الله (أف2: 22) , فان قوّته تُضفي وحدتَهُ على الكنيسة .

إن هذه الوحدة لم تتشكّل بيد إنسان , وليس بيد أيّ منظّمة كنسيّة على الارض . ان الترْتيبات البشرية والمؤسّسات قد تُفَرِّق , بل وفرّقَت , هذا الذي يؤسس منظراً من الوحدة , من وجهة النظر الطّبيعيّة , ولكن وحدة جسد المسيح التي تكلم عنها الكتاب الحقيقيّة فإنّها روحيّة في مفهومها , وسماويّة في مركزها وصفاتها بتخطيطها وقَدَرِها .

لا يوجد هنا , أو في أيْ مكان آخر في العهد الجديدأيّ تلميح أو ما شابَه للوحدة النّاشئة عن إتّحاد عدد من الجمعيّات او الإجتماعات , محدّدة بشروط جغرافيّة , أو مؤلّفة من تنظيمات أرضيّة أو دوائر شركة , وليس كذلك أي تلميح لعدد من الكنائس مرتبطة سويّة برباط قوانين الإيمان أوْ التّقاليد البشريّة بغضّ النّظر إذا تنظّمت هذه الإجتماعات بموافقة متبادلة أوْ تحت مجلس كنيسة أوْ بأيّ شكل من أشكال السّلطة الكنسية المركّزه بمكان واحد , كل هذه الإتّحادات هي إبتعاد واضح عن تعليم المسيح ورسلهُ . إنّهم لم يُنشأوا الوحدة المذكورة بهذه الفقرة , أو في أيّ مكان آخر في كلمة الله , فبهذا هم يُرضون الطّموح البشري , معانِدين بهذا فكر الرب "لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ " (أف 4: 31- 32) إظهار وحدة كهذه ممكن فقط في الكنيسة المحليّة , فان تجانُسْنا سوف يتشكّل بحسب وحدة الرّوح التي تعم كل الجسد الرّوحي .

إن الرّأس المُقام والممجّد , قد وفّر العناية والنمو الروحي لكل كنيسة محلّيّة. إن تقاليد البشر وقيودهم , الفوضى , التي أُحضِرَت معها , لا يوجد لها أيْ علاقة مع الوحدة التي عملها الروح القدس .

حيث الكنيسة المحليّة تعمل باُنْسجام مع تَعْليم كلمة الله هناك أيضاً التّعبير الصّحيح عن وحدة الرّوح .

هناك عناصر للوحدة التي تمّيزها . هناك تفصيل في الأعداد من 4 ال 6 : " هناك جسد… " إن ذكر الثّالوث , " روح واحد " , , " رب واحد " , "الله واب واحد على الكل له مغزى كبير . لقد ذُكِر الروح أوّلا , لكون وحدة الروح هي الموضوع هنا . بالاتّحاد معه , فإنّ الوحدة الرّوحيّة السّماويّة بين الجسد ( الكنيسة) ورجاء دعوتنا .

الوحدة المذكورة هنا تتعلّق بالمسيح , يجب أنْ تعمل في الشّهادة الجماعيّة .

أوّلاً , الإعتراف بربوبيّة المسيح , ثانياً , الإيمان الواحد , الوحي الإلهي الكامل , الذي يشهد للمسيح , ثالثاً , المعموديّة الواحدة , العمل المتعلّق بالإعتراف أمام النّاس, بأنّ المسيح هو رب . وأخيراً متوّجا كلامه : " هناك الله وآب واحد , الذي هو فوق الكل ( بسموّه وسيادته ) , " على الكل " ( بقوّته المسيطرة والشّاملة ) , " وبالكل" ( بسكناه وحضوره المُسانِد) , كل هذا يُؤلّف " وحدة الرّوح " , عدد 3 , حيث ذُكرَت لإقناعنا بدعم المساعي للحفاظ على هذه الوحدة برباط السّلام , يجب أنْ يعملوا بكنيسة واحدة , جسد المسيح , حيث كل المؤمنين متّحدين معه . إنّ وحدتها ليست مرئيّة بعد , لأنّ الرّأس غير ظاهر أيضاً , ولكن سريعاً سيظهر وقدّيسيه معه