كنيسة بيت ايل المحلية - حيفا



مبادئ الله للوحدة

إن نزعة الطّوائف عادةً هي لتوحيد أنفسهم على مبدأ الإتّحاد . كل طائفة , لمّا توسّعت , طلَبَتْ الإمتزاج مع جميع الّذين يتبنّون نفس وجهات النّظر أو المبادئ , وعندها تظهر الحاجة الى مؤسسة  وقوانين وعضويّه محدّدة . إن هذا ليس كتابيّاً على الإطلاق . ولكنّ الإذعان لمثل هذه القوانين أصبح هو رباط الوحدة . ولذلك , عمليّاً , فإن الطّريق مسدودة أمام كل جمعيّه أو طائفة لمعرفة كهذه للحقائق الالهيّة  .

باسنبعاد أنفسنا عن كل ما سبق , هدفنا ان نكون حيث السّلطة الوحيدة المقبولة , تلك التي لربّنا يسوع المسيح , حيث تُطلَب مواصفات نهائية لكلمة الله , وهناك أيضاً الحريّه لروح الله حتى يُخْدَم بواسطة أولئك الذين أهَّلهم ووضعهم في الجسد لبنيان الجميع . مهما كانت علاقاتنا كأفراد بأولاد الله في الطّوائف المختلفة أو الفِرَق بالملكوت المسيحي ( وهذا امر لا يمكن تجاهله تماماً ) يجب أنْ نمتنع عن أيّ علاقة مع الطّوائف ( كهيئات) على قدر الامكان إن الحق الذي يتطلّب الانفصال أولاً  يتطلّب أيضاً المحافظة عليه  وإلاّ فإن التضحية بالحق لا بد ان تأتي لاحقاً  . إنّ نتائج كل هذه الاغراءات هو :

تشكيل وحدة إجتماعات .إنّه حقّاً لأمرٍ حزين للغاية وغير مشرّف للرب بأنّ البَعْض قد ذهبوا للتطرّف الآخر , طبيعيّاً , ونتيجة لهذه الإغراءات , بفعّاليّة موحِّدة وشركة بين الاجتماعات , والتي هي صحيحة من ناحية كتابيّه فقد إعترضوا وشكّكوا كونها بداية للإنجراف ثانيةً الى حضن الطّائفيّة.

إذا أصبحت الوحدة هي الهدف بدل من المسيح , فلا بد أن تكون النّهاية خراب ودمار . لقد جعلها البعض هي الهدف , وأخذوا موقف الإنعزال ولكن الله رفضها . أمّا الآخرين الذين جعلوها الهدف , والذي من أجل وحدة كل المؤمنين فقد ضحّوا بشهادتهم كشهادة ثابتة , حتى يوسّعوا تخوم الشركة ولكن ذلك كلّفهم غالياً بتفريطهم بتلك الامور التي تعلّموها من الله . لذلك فان التّنْبير على " وحدة الجسد " او " شركة مع كل القدّيسين " ( وكليهما حق ذا أهمّية قُصوى إذا فُهِم بالشّكل الصّحيح ) فكليهما يصنع من الوحدة هدفاً . في الحقيقة , فإنّ الوحدة هي نتيجة وليْست هدف .

عند إعادة بناء أسوار أورشليم , قام كل رجل مع عائلته بالبناء مقابل بيته  فوق الأساس القديم ( نحميا 3 ) بهذه الوسيلة , لم يكن هناك حاجة للقلق بشأن الوحدة , فعندما يتقدّم البناء لدرجة كافية  , فإنّ كلّ جزء سوف يتّصل بالآخر , وهكذا مع مرور الوقت , تُصبح الوحدة هي النّتيجة .

إنّ جميع المؤمنين قد إغتسلوا بنفس الدّم المبارك , وبجميعهم يسكن نفس الرّوح الواحد , والكل أعضاء الجسد الواحد , كل هذه حقائق مباركة , ولكن كل هذا لا يكفي لضمان وحدة أو شركة عمليّة .

الهدف هو المسيح وحدهُ التمسّك بشدّة بإسْمهِ , كالأسم المستَحْوِذ على كل القلب وإخضاع كل مشيئة لَهُ , التمسّك بكلمته بكوْنِها الكتاب المهيمن

الذي من خلاله نعرف مشيئتَهُ , الحريّة بدون عوائق لروحه للإظهار كنوزها ووضع كل فرد بمكانه بحسب فكر المسيح . أولئك الّذين كانوا قلباً واحداً لجعل داود ملكاً جعلوا أنفسهم صفوفاً للحرب  ( 1 أخ 12 : 38 ) .لم يكن هناك هدف متقلّب أو قلباً منقسماً .لذلك فإن الوحدة كانت هي النّتيجة.

إنّه ليس بذي أهمّيه أن البعض قد إتّخذوا موقف الرّفض من الملك , فإن الحشد أخذ بالإزدياد بالعدد والحماسة وبالوحدة الفعّالة , لان داود كان هو مركزها وهدفها .

لندَعْ المسيح أن يكون مركزنا وهدفنا , مُخضِعين له كل شيء , والوحدة سوف تظهر بكل تأكيد كنتيجة .

ليتمسّك كل إجتماع بالرب , ويبني على الأساس القديم , وبحسب المثال والخطّه الإلهيّه , وعندها , كأسوار أورشليم سوف يأتي الوقت الذي سوف تتّصل سويّه مع جميع الذين يُقيمون أسوار الله . إنّ الشّركة بين الإجتماعات سوف تكون النّاتج الطّبيعي لخضوع موحّد وفردي لمشيئة وكلمة الربِّ .

إن الكلمة التي تستبعد بعض الممارسات من أحد الإجتماعات سوف تستبعدها أيضاً عن باقي الاجتماعات , ليس بفضل الاتّحاد الذي بينهم , بل لان الجميع معترفين بسلطة الرب . إن الكلمة التي تعزل أحدهم من الاجتماع فانّها سوف تفْرزُه عن الجّميع ليس بسبب الإرتباط بعمل موحّد بل لأنّ الجميع يعمل بطاعة لكلمة ومشيئة الله .