كنيسة بيت ايل المحلية - حيفا



جبل المريّا

يظهر الإسم مريا (מוריה ) مرتين في الكتاب : تك 22 : 2 وأيضاَ 2 أخ 3: 1 . سنتعقب إثر كل واحد من الإقتباسين مكونين الحق من كلمة الله – كالخيط المنسوج من الذهب والفضة الذي أصبح واحداً في يدي الرب كيهوذا وإفرايم : " وَأَنْتَ يَا ٱبْنَ آدَمَ, خُذْ لِنَفْسِكَ عَصاً وَاحِدَةً وَٱكْتُبْ عَلَيْهَا: لِيَهُوذَا وَلِبَنِي إِسْرَائِيلَ رُفَقَائِهِ. وَخُذْ عَصاً أُخْرَى وَٱكْتُبْ عَلَيْهَا: لِيُوسُفَ عَصَا أَفْرَايِمَ وَكُلِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ رُفَقَائِهِ. وَٱقْرِنْهُمَا ٱلْوَاحِدَةَ بِـالأُخْرَى كَعَصاً وَاحِدَةٍ, فَتَصِيرَا وَاحِدَةً فِي يَدِكَ... وَأَجْعَلُهُمْ عَصاً وَاحِدَةً فَيَصِيرُونَ وَاحِدَةً فِي يَدِي " ( حز 37: 16- 19) . إن تأملاتنا في هذه الآيات سيكشف لنا عن الحق من وجهة الله نفسه وكلمته سوية .

الشخص
" فَقَالَ: "خُذِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَٱذْهَبْ إِلَى أَرْضِ ٱلْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ ٱلْجِبَالِ ٱلَّذِي أَقُولُ لَكَ " ( تك 22 : 2 ) إن مركز هذا العدد هو شخص – الإبن – الإبن الوحيد , إسحاق المحبوب . هلم سوية نتأمل في المثل فلا بد وسنحصد الثمر الوفير لقلوبنا إذ نعتبر الشخص – الحمل .
إن الكلمات في العدد 8 تسترعي إنتباهنا " الله يرى له الخروف " . إن كلمة " يرى " هنا مثيرة وتعني " ينظر لنفسه " – to see . فبالنسبة لله , أن يرى يعني أن يقدم أو يوفر أو يجد , وهذا ما نراه في العدد 13 حيث وجد كبشاً مربوطاً في قرنيه بالغابة . وقد دعا إبراهيم إسم ذلك المكان " يهوة – يرأه " ما معناه جبل " الله يرى " . أي أن الله سوف يوفر ويقدم . لنلاحظ أيضاً أن المكان " الذي أقول لك " ( عد 2) هو أيضاً يدعى " جبل الرب " ( عد 14 ) . إن لظهور جبل المريا في الكتاب المقدس أهمية خاصة بكونه يذكر للمرة الأولى هنا , كما وأن الله هو الذي وهب إبراهيم الكبش عوضاً عن إبنه إسحاق وحتى أن الله نفسه هو الذي أعطى الحمل , ليس فقط لإبراهيم , بل لنسله أيضا : " تتبارك في نسلك ( الذي) هو المسيح جميع أمم الأرض "( عد 18 ), " لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللَّهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ. "(يو 3: 16) . فإن المعطي العظيم , بعد مئات السنين , يوجه أنظارنا , في أش 52: 13 الى عبده الذي هو حمل الله – الشاة : "ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى ٱلذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ" ( 53: 7) , بل ونرى المعوض الإلهي للغنم التي ضلت بعيدا ومالت كل الى طريقها , مقارنة بالحمل الصامت والمتذلل – حمل دون خطية ولا إثم . لقد كان هذا بدون خطية , لم يفعل خطية , بل " حمل بلا عيب ولا دنس " ( 1بط 1: 19) . عندما نتقدم أكثر في الكتاب , نرى ذراع الرب القديرة والتي أعدت شاهداً – يوحنا المعمدان – مقدما للعالم حاجته الحقيقية : "وَفِي ٱلْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللَّهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ" , و"نَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِياً فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللَّهِ" (يو 1: 29 , 36 ) . هنا نرى جواب لسؤال إسحاق : " أين هو الخروف للمحرقة ؟" الله سوف يرى لنفسه خروف المحرقة . إن صليب المسيح هو الحقيقة الزمنية المركزية وليس مجرد نظريات وحكمة كلام بشري مبني على العقل والذكاء البشري . فكما أن الخطية حقيقة ثابتة , بل ومعروفة لنا جيداً , هكذا أيضاً يجب أن يكون علاجها . إن كلمة الصليب هي " قوة الله للخلاص " ,حيث إفتدينا " .. بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَم.." ( 1بط 1: 19, 20) . إن ذكرى الصليب مع الحمل المذبوح ستخلد الى الأبد : " وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ ٱلْعَرْشِ ...حَمَلٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، ...قَائِلِينَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مُسْتَحِقٌّ هُوَ ٱلْحَمَلُ ٱلْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلْقُدْرَةَ وَٱلْغِنَى..." ( رؤ5 : 6, 12) , بل وأكثر من ذلك , فإن المجد نفسه (أي الله بكل قدرته , شخصه وطبيعته) سيعرّف فقط لخاصته بفضل صليب الرب يسوع المسيح . نرى مقاصد الله العظيمة تظهر بنعمة الله على جبل المريا – جبل الرب , في سفر التكوين . ونرى نفس المقصد يظهر في رؤيا 22 , من خلال عرش الله والخروف .

المريا (المختار من الله ) – المكان
" وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ فِي جَبَلِ ٱلْمُرِيَّا حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ حَيْثُ هَيَّأَ دَاوُدُ مَكَاناً فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ ٱلْيَبُوسِيِّ" ( 2 أخ 3: 1) .
يجب أن نفهم اولا أمرا مهما عن الظروف التي دعت سليمان الى بناء بيت الرب في جبل المريا – إذا أردنا فهم الحق بحسب الروح القدس الساكن فينا . لقد أعلن سليمان "وأنا بنيت لك بيت سكنى مكانا لسكناك الى الأبد " (2 أخ 6: 2) لذلك يجب أن يتلائم هذا البيت ومواصفات ومتطلبات الله قبل أن يسكن من الله القدوس . نرى في 2صم 24 وكذلك 1أخ21 علاقة الملك داود بجبل المريا , حيث نرى بهذه الإصحاحات ملامح محددة والتي تميز إقامة الخيمة في البرية لأن " ببيتك تليق القداسة يا رب الى طول الأيام " ( مز 93: 5) . نقرأ في 2 صم24 :24 " فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لأَرُونَةَ: "لاَ. بَلْ أَشْتَرِي مِنْكَ بِثَمَنٍ وَلاَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ إِلَهِي مُحْرَقَاتٍ مَجَّانِيَّةً". فَاشْتَرَى دَاوُدُ ٱلْبَيْدَرَ وَٱلْبَقَرَ بِخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنَ ٱلْفِضَّةِ " أن داود قد إشترى البيدر والبقر بخمسين شاقلا من الفضة ( والذي يساوي مئة نصف شاقل – ونصف الشاقل هو فضة الكفارة التي تدفع عن كل إسرائيلي والتي توقف لخدمة خيمة الإجتماع )" وكذلك " هَذَا مَا يُعْطِيهِ كُلُّ مَنِ ٱجْتَازَ إِلَى ٱلْمَعْدُودِينَ: نِصْفُ ٱلشَّاقِلِ بِشَاقِلِ ٱلْقُدْسِ. (الشَّاقِلُ هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً) نِصْفُ ٱلشَّاقِلِ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ " ( خر30: 13) .إن الخيمة نفسها مؤسسه على مئة عامود من فضة وزن كل واحد منة وهي من فضة الكفارة , المدفوعة عن كل إسرائيل . يشير هذا الى أن كل شئ مؤسس على الفداء الذي لنا في المسيح ربنا . يشير هذا أيضاً الى الشراء والإمتلاك بيد داود الحبيب والذي هو نفسه مثالا للمسيح في زمن رفضه . من المفيد أن نلاحظ أن الفشل من جهة داود بتتميم متطلبات الناموس – دفع نصف الشاقل عند عد الشعب – " "إِذَا أَخَذْتَ كَمِّيَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ ٱلْمَعْدُودِينَ مِنْهُمْ يُعْطُونَ كُلُّ وَٱحِدٍ فِدْيَةَ نَفْسِهِ لِلرَّبِّ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ لِئَلاَّ يَصِيرَ فِيهِمْ وَبَأٌ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ" ( خر 30: 12) كان سبب لعدم رضى الله وأعقبه بعد ذلك دينونة رهيبة !
نقرأ في 1 أخ 21 أن داود دفع لأورنان 600 شاقل من الذهب ثمنا للمكان – ولكن هذا لا يناقض ما جاء في 2صم 24 , حيث أن الثمن لم يكن يشمل البيدر فقط بل كل الحقل المحيط به . نرى
هنا لدى داود فكر الرب لأنه بهذا المكان ( المريا ) سيبنى بيت الرب : " فَقَالَ دَاوُدُ: "هَذَا هُوَ بَيْتُ ٱلرَّبِّ ٱلإِلَهِ, وَهَذَا هُوَ مَذْبَحُ ٱلْمُحْرَقَةِ لإِسْرَائِيلَ " ( 1أخ22 : 1) . إن الذهب الذي تم الشراء به يرمز ليس فقط الى البر الإلهي بل الى المجد أيضاً , حيث قال داود : " وَقَالَ دَاوُدُ: "إِنَّ سُلَيْمَانَ ٱبْنِي صَغِيرٌ وَغَضٌّ, وَالْبَيْتُ ٱلَّذِي يُبْنَى لِلرَّبِّ يَكُونُ عَظِيماً جِدّاً فِي ٱلاِسْمِ وَالْمَجْدِ فِي جَمِيعِ ٱلأَرَاضِي, فَأَنَا أُهَيِّئُ لَهُ". فَهَيَّأَ دَاوُدُ كَثِيراً قَبْلَ وَفَاتِهِ"( 1أخ 22: 5) . هذا ما نراه في عيون الإيمان حيث مسكن الله يهبط من السماء من عند الله : " وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ ٱللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ ٱلسَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ ٱللهِ مَعَ ٱلنَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْباً. وَٱللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهاً لَهُمْ" ( رؤ 21: 2, 3 ) وسيكون عليها " مجد الله " ( عد 11 ) .
نرى في 2أخ3 كيف تم بناء بيت الله وكيف أن مجد الله قد ملء المكان بعد الأنتهاء من تشييده (2 أخ 5 :14) . يا له من وضع مبارك !! وكم من المؤسف أن هذا لم يدم ( كالكهنوت أيضاً ) بسبب تفشي عبادة الوثان والشرور حيث ترك المجد الهيكل وأخيرا كل المدينة :" وَصَعِدَ مَجْدُ ٱلرَّبِّ مِنْ عَلَى وَسَطِ ٱلْمَدِينَةِ وَوَقَفَ عَلَى ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي عَلَى شَرْقِيِّ ٱلْمَدِينَةِ " ( حز 11 : 23 ) . لقد عاد المجد للظهور ثانية , وبحسب الوعد : " هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ ٱلطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ ٱلسَّيِّدُ ٱلَّذِي تَطْلُبُونَهُ وَمَلاَكُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ." ( ملا 3 :1 ) ولو بشكل جزئي : " وَكَانَ فِصْحُ ٱلْيَهُودِ قَرِيباً فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَجَدَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَٱلصَّيَارِفَ جُلُوساً. فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ ٱلْجَمِيعَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَٱلْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ ٱلصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. وَقَالَ لِبَاعَةِ ٱلْحَمَامِ: «ﭐرْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍٱ. فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي" " ( يو 2 : 13 – 17 ) ولكنه لم يدرك من معظم الأمة ( الا من القليل الذين إعترفوا : " لقد جاء الى خاصته (مكانه ) وخاصته (شعبه ) لم يقبله " ( يو 1 : 11 ) . لقد قال لهم الرب : "هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! " ( مت 23 : 38 ) . فليس هو المالك الآن . شكرا للرب أن ضعف الإنسان مع كل فشلاته يظهر تناقض واضح لنعمة وأفضال علينا . إن ذلك الهيكل الذي في موريا قد بني بيد إنسان ولذلك كان لا بد وأن يفسح المجال أمام هيكل أمجد بما لا يقاس الذي بانيه وبارئه الله نفسه . هكذا قال الرب " وأنا أبني كنيستي" ( مت 16 : 18 ) , وهذه الكنيسة , والتي هي حتى الآن مكان سكنى الله بالروح والتي ولا بد وستعرف بها كل الخلائق إستعلان مجده , وهو الحق المعلن في الرسالة الى أهل أفسس ( أنظر مثلا: أف 2 : 20 – 22 ).
كما كان الحال في 2 أخ6 :16 , هكذا الآن تظهر الكنيسة وهي هيكل الله الحي والذي قال عنها : " أنا سأسكن في وسطهم وأتمشى بينهم " حيث كتب بطرس قائلاً : " كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، بَيْتاً رُوحِيّاً، كَهَنُوتاً مُقَدَّساً، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ ٱللهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ" ( 1بط2 :5) لذلك نرى ان للبيت الأخير مجدا أبديا أعظم من الأول , فالاول كان يتزين بالفضة والذهب ولكن الثاني بدم المسيح الثمين , إن أساسات الأول كانت حجارة ضخمة وثمينة : " وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ أَنْ يَقْلَعُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً كَرِيمَةً مُرَبَّعَةً لِتَأْسِيسِ ٱلْبَيْتِ" ( 1 مل 5: 17) وأما أساسات الأخير فهو المسيح نفسه : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ ٱللهِ فَسَيُفْسِدُهُ ٱللهُ لأَنَّ هَيْكَلَ ٱللهِ مُقَدَّسٌ ٱلَّذِي أَنْتُمْ هُوَ. " ( 1 كو3 : 11 ) والذي هو بنفس الوقت رأس الزاوية : "مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ ٱلرُّسُلِ وَٱلأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ ٱلزَّاوِيَةِ ( أف 2 : 20) إن باني الأول هو سليمان أما الأخير فالرب نفسه . فكما إرتفعت الأرض عن السماء هكذا مجد الأخير " أعظم " من البيت الاول وذلك لأن مصدره الإلهي وطبيعته روحية ,ومصيره سماوي بل وأكثر من ذلك فإن الله نفسه يهئه للميراث(
كما هو ظاهر من رسالة أفسس ) .
لقد سكن الله في جبل المريا ( حسب العهد القديم ) حيث ظهر مجده هناك لفترة زمنية محدودة . هنا نرى جبل آخر , أعظم وأعلى , ولسكانه مجد الله : " وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، وَأَرَانِي ٱلْمَدِينَةَ ٱلْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ ٱلْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ ٱللهِ، لَهَا مَجْدُ ٱللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ" ( رؤ 21 : 10 , 11) . لذلك يشير جبل المريا الى رؤية الرب – الشخص , المسيح الرب .
المريا = مختار الرب , المكان وكذلك سكناه . أخيرا , الإثنين يصبحان واحدا في يديه : " وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْساً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ ٱلَّذِي يَمْلأُ ٱلْكُلَّ فِي ٱلْكُلِّ " ( أف 1 : 22 , 23 ) .