كنيسة بيت ايل المحلية - حيفا



إجتماع الصّلاه

لقد تمّ تقديم الصّلاة دائماً لله بواسطة الكنائس , ومن المؤكّد بأنّه طالما هناك حياة روحيّة وأمانة للرب يسوع , فسوف تُصان بين أيديهم حتى نهاية وجودهم . على ضوء هذا , نفعل حسناً , بالسّؤال عن كيفيّة أخذنا قسطً أوفر بصلوات الكنيسة التي ننتمي إليها . قد يظن العديد من  المؤمنين أنّ الصّلاة في الكنيسة هي للبعض , أو ربّما , هناك بعض الكنائس التي تمارس الصّلاة بطرق غير عاديّة . إذا ساعدتنا هذه الدّراسة على إنارة أو نهضة مثل هذه الكنتئس , نكون قد تممنا سعينا , والله سيتمجّد برفع صلاة " ذكيّة " وكلّها ثقة .

في أيّ حال , فإنّ الكنيسة المؤثّرة ليست بحاجة الى طقوس معقّدة ومحكمة عند الصّلاة . علينا العمل بحسب الكتاب فقط , في الصّلاة كما بأي شيء آخر , علينا معرفة الحق و والتحرّر من تقاليد البشر التي يتخلّلها الفساد , فهدفنا هو الكشف عن إرادة السيّد , كما هو واضح في الكتاب .

إذا أردنا تخمين السّبب الذي دفع بالكنيسة الأولى الى الصّلاة , لنتذكّر أوّلاَ , أنّ الكنيسة الأصليّة في أورشليم تكوّنت من لتاميذ عرفوا الرّب يسوع قبل صعوده . العديدين نظروا الى مثاله وسمعوا تعليمه عن الصّلاة ( مت 5 : 44 ؛ 6 : 5 – 11 ؛ لو 18 : 1 – 8 ) وبعضهم إستطاع إعادة كلمات التّشجيع بالليلة التي أُسلم فيها ( يو 14 : 13 , 14 ؛ 15 : 7 , 16 ؛ 16 : 23 – 27 ) لذلك كانوا في مركز خاص وإستجابوا بسرعة بنفس واحدة لتأثيره . ولذلك , كانت صلواتهم المشتركة صلوات شكر على النّعمة التي أحضرت المسيح المخلّص إليهم , كتعبير عن االإخلاص المشترك له بصفته ربّهم ؛ وبرهان على إيمانهم بتتميم المواعيد التي أعطاهم إيّاها عندما كان معهم . من خلال الإنتماء له , أدركوا أنّهم تابعين أحدهم للآخر , وفي تقديم تضرّعاتهم وصلواتهم بالإجماع , كانوا أيضاً يعبّرون عن محبّتهم , والثّقة والإهتمام الّذي لهم , أحدهم للآخر . كانوا مثل اليهود الأتقياء , يمارسون عادة الذّهاب معاً الى الهيكل للصّلاة في الوقت المعيّن , ولكن كشركة الرب يسوع كان عندهم أمور مشتركة أكثر , حيث إجتمعوا في البيوت : " وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ ٱلرُّسُلِ وَٱلشَّرِكَةِ وَكَسْرِ ٱلْخُبْزِ وَٱلصَّلَوَاتِ "( أَع 2 : 42 ) . في البداية , كان هناك خطّاَ واضحاً يفصل بين الكنيسة عن باقي البشر . لقد أعلن المؤمنون الأوائل إرتباطهم بالرب يسوع بواسطة العمّاد , قبلين عاره , فاصلين أنفسهم جهاراً , عن جيل غير المؤمنين , الّذين رفضوا وصلبوا رب المجد. لقد جعل هذه الكنيسة موضوع للبغضة والإضطّهاد , ممّا قاد المؤمنون سويّة للصّلاة معاً , من أجل المجاهرة والشّهادة بدون الخوف من إنسان . لقد كانت إحتياجاتهم طارئة في تلك الأيّام , وكان الخطر الذي تعرّض له قادتهم عظيماً مما دفعهم الى الإجتماع بإنتظام سرّاً للصّلاة حتّى يُستجاب لطلبتهم , وأحياناً بطرق غير متوقّعة ( أع 12 : 5 – 17 ) . عندما توسّعت دائرة شهادتهم دعيَ أُناس منهم للعمل التّبشيري في كل العالم , فدعمتهم الكنيسة بالصّلاة ( 2 تس 3 : 1 ؛ كو 4 : 3 ) , لقد كانت هذه بعض الأسباب التي حثّت المؤمنين على الصّلاة . بإتّحاد وعفويّة , متشاركين بهموم عامّة , حاجات وبركات , قدّموا طلباتهم وتشكّراتهم بإسم الرّب يسوع المسيح , عاملين هذه لأنّها مشيئته ( 1 تس 5 : 17 , 18 ) . إذا سألنا كيف كانت إجتماعات الصّلاة – بالكنيسة الأولى – تقاد , علينا بحث الكتب لنجد الجواب الصّحيح . لقد فشل العديد من المؤنين بهذا العمل فأصبحوا مقيّدين , فرديّاً , بوضع أنماط صلاة , بينما الآخرين تساهلوا دون قيود , وممارسات غير كتابيّة , معرّضين أنفسهم للسّخافات . "  وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ "  (1كُو 14 :40 ), علينا التمسّك بالحسن في إجتماعات الصّلاة , كما هو الحال في إجتماعات الكنيسة الأخرى . من يجرؤ على الإدّعاء عاى أنّ إجتماع معيّن أكثر أهميّة من الآخر , أو أنّه في يوم الرّب مطلوب مقاييس مختلفة للقيادة ؟

كل إجتماع للكنيسة هو بنفس الإسم . في كل الإجتماعات نفس الرّب – فوق الجّميع وفي الجّميع , ويجب المحافظة على متطلّبات الله المقدّسة من قبل الجّميع الّذين يقدّمون أنفسهم أمامه بأيّ وقت .

عندما يأتي المؤمنين الى الآب بالصّلاة فإنّهم يدخلون الى محضر الله القدّوس , الّذي هو نار آكلة . على إجتماعات الصّلاة أن تُقاد بإحترام وبخوف إلهي , بالنّعمة المتوفّرة لهذه القيادة . إنّ حالة المصلّين الدّاخليّة , الأخلاقيّة والرّوحيّة هي ذات أهميّة قصوى . باُعتبار الوقت , المكان , الطريقة وكل الشّروط الأخرى , هي غير كافية وحدها لإرضاء الله , إذا كان المؤمنون في حالة جسديّة . إنّ روح عدم المسامحة , العقل المنتفخ , القلب المتذمّر , الشك والكذب , أو أي صورة أُخرى لعدم البر , كلّها أمور تمنع فعّاليّة الصّلاة . مكتوب "وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا ٱلطِّلْبَاتِ ٱلَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ "  (1يُو5 :15 ) ولكنّه مكتوب أيضاً  " إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ "  (مز 66 :18 ) . إنّ الطّريقة الكتابيّة لقيادة الكنيسة في إجتماع الصّلاة مأخوذ أساساً من تيموثاوس الأولى , ومع ذلك , هناك إشارات لأمثلة أخرى في العهد الجديد متبعثرة في باقي رسائل الرّسول بولس . نتعلّم من هذا , أنّ إجتماعات الصّلاة للكنائس الأولى كانت مدعومة من كل أعضائها .لقد طلبَ منهم أن يكونوا راسخين و ذوي أذهان محفوظة بالصّلاة . عدم النّظام والقلب المنقسم يشيران الى نقص في تقدير الأمور العظيمة المتعلّقة بالصّلاة  : " فَرِحِينَ فِي ٱلرَّجَاءِ صَابِرِينَ فِي ٱلضَِّيْقِ مُواظِبِينَ عَلَى ٱلصَّلاَةِ " ( رو 12 : 12 )  .

يجب على الرّجال ان يصلّوا ورؤوسهم مكشوفة . أمّا النّساء فيجب أن يغطّين رؤوسهنّ . ويشرح الرسول السبب : فكما أنّ الرّجل رأس المرأة , فله السّلطة على المرأة , لذلك ففي حضور الرّجال , فضروري أن تضع المرأة على رأسها كتعبير عن خضوعها . إنّ المؤمن ذا الذّهن الرّوحي سيجد سلام وفرح في ممارسة هذا التّرتيب الإلهي ( 1 كو 11 : 12 – 16 ) . يجب أن تتم الصّلاة بطريقة مفهومة للجّميع , وحيث يستطيع الجميع ـأن يقولوا آمين . ليس من الضّروري أن تكزن صلاة طويلة . إنّ خمس كلمات بالذّهن , ونحو الهدف , أفضل من خمسة دقائق من الكلمات غير المفهومة أو غير المنطقيّة ( 1 كو 14 : 15 ) . إنّ الصّلاة " بإسم ربّنا يسوع المسيح " و " الله الآب " , تشير الى تقدير الكنيسة لشخص وسيادة وقوّة وتميّز صفات المسيح الأخرى الذي من خلال موته قد تصالح كل المؤمنين مع الله ( أف 5 : 20 ) , ولكن في حالة أخذ الله في حسشاباتنا عند الصّلاة , فهذا واضح بأنّها يجب أن تكون " بالرّوح " والّتي تعني , أنّها يجب أن تُؤَلّف وتلقّن من الرّوح القدس نفسه . يعلّم الرّوح القدس المؤمنين ما هو بحسب مشيئة الله من خلال كلمته , وبعد ذلك يمكّنهم من التّعبير عن أنفسهم بحسب ذلك ( أف 6 : 18 ) .

تحمل إجتماعات الصّلاة من خلال هذا العصر الحاضر الشرير المل , في عصر كل من ينتمي إليه يعبر ميّت روحيّاً . هناك حاجة إذاً , وخصوصاً عند الصّلاة , أن يتيقّظ المؤمنون روحيّاً . من الممكن لهم أن يستسلموا لتأثير العالم , بسبب ضعف الجسد , فيغفلوا ويناموا  ولكن الصّلاة الفعّالة توقظهم " وَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ" (كُو 4 :2 ) . في 1 تيم هناك فقرة تعالج نوع التّصرّف المطلوب من المؤمنين في حياتهم الكنسيّة . إنّها تعطي ألأسباب التي تدفعنا لنصلي من أجل الحكّام , والحاجة الى الصّلاة الموحّدة , إص 2 ؛ مواصفات الشيوخ والشمامسة , إص 3 . ما كتب لمساعدة تيموثاوس في افسس حتى ينضم بولس الرّسول إليه ؛ أُعطيَ للكنائس لقيادتهم حتّى يعود الرّب نفسه . من إص 2 , نتعلّم أنّ صلوات الكنيسة تشكّل قسماً حيويّاً من إستراتيجيّته الإلهيّة لبركة البشريّة . إنّه من صالح البشر عامّة , والمؤمنين خصوصاً , إعطاء الكنيسة الفرصة لتصلّي من أجل حكّام العالم وقوّاده . الفوضى الإجتماعيّة , الثورات الصّناعيّة , وباقي الثّورات على أنواعها , وحتّى الحروب , من الممكن إبعادها من خلال التضرّعات والصّلوات وشفاعة أولئك الّذين يعرفون معنى أن تكون في علاقة مع عرش النّعمة السّماوي . عندما يقود الرّجاتل الصّلاة , يجب أن تكون بلا غضب تجاه الآخرين أو بعدم ثقة بالله .

لقد راينا للتو , وبشكل عام , العلامات الروحيّة لإجتماع الصّلاة . لا يمكننا التّغاضي عن هذه العلامات لوجودها بكلمة الحق الخالدة . هذه العلامات ستتحدّى كل كنيسة تشتاق الى الغلبة مع الله . إنّ تطبيق هذه المباديء الكتابيّة تستطيع ان تنهض الكنائس . الشيوخ الحقيقيون يعرفون هذا , وتحت قيادتهم يجب علينا أن نتوقّع مقداراً من النّهضة في الحياة الرّوحيّة والقوّه في أوقاتنا .

إذا كان في هذه الأيّام الفاترة , قد أدرك بعض المؤمنين فقط , بتواضع , الوضع النّهائي للكنيسة , ليتهم لا ييأسوا بل يتشجّعوا .

" اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالّزَلاَّتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا. طِلْبَةُ ٱلْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا "  (يَع 5 :16 ) .

" وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى ٱلأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ "  (مَت 18 :19 ) .